د.صالح بن عطية الحارثي
التهنئة ببلوغ العيد واستكمال الصيام والقيام من الأمور التي سار عليها الناس؛ لأن المقصود التودد وإظهار السرور، قال ابن حجر: «إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين». وقال أبو العباس القرطبي تعليقًا على قول كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه: «فتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنئوني بالتوبة»: «وفيه دليلٌ على جواز التهنئة بأمور الخير، بل على ندبتيها - أي: سنيتها واستحبابها - إذا كانت دينية، فإنَّه إظهارُ السرور بما يُسَرُّ به أخوه المسلم، وإظهار المحبة، وتصفية القلب بالمودة».
تقبل الله منا ومنكم
ساق ابن قدامة المقدسي صاحب «المغني» الوارد عن الصحابة وأئمة المذاهب: «قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبل الله منا ومنك. وسئل عن قول الناس في العيدين: تقبل الله منا ومنكم. قال: لا بأس به، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة. قيل: وواثلة بن الأسقع قال: نعم. قيل: فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد؟ قال: لا. وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث، منها، أن محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أُمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك. وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة إسنادٌ جيدٌ. وقال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة، وقال: لم نزل نعرف هذا بالمدينة».
جمع الناس للطعام وفقه الواقع
و»جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام» كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية، نعم هذا ثابت ومستقر دون شك ولا ارتياب، والمقصد هنا هو البيان والإيضاح وليس مجرد الدعوة إليه في مثل هذه الأيام التي واجبها التباعد مع الأخذ بالتدابير والإجراءات الوقائية. وإن حدث شيء فليكن بعلمٍ وفقهٍ؛ إذ لا ضرر ولا ضرار.