رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
عيد بأية حال عدت يا عيد
وكل درب إلى الأحباب مسدود
هكذا نطق المتنبي قبل مئات السنين وكأنه يشاركنا عيدنا هذا العام.. ويتنبأ بكورونا بيننا، فعيد الحب والعناق أصبح من بعد.. وتواصل جسدي باليد مع التطهير والتعقيم ويبقى الود قلبا يرسل المحبة تترجمها العيون ولغة الجسد ويشاركنا شاعرنا أبو الطيب قائلاً:
دعنا فليس هنا في بيتنا فرح
ولا ضيوف بها تأتي المواعيد
والمتنبي يشاركنا مشاعرنا لكنه يحمل هموما أخرى (فجائحته) هي القتل والتشريد في زمنه، أما نحن فنرغد بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان لكن قدرنا وباء لا يرى.. يتجول بيننا ويتسلل بالخفاء ويقول التقارب خط أحمر لا تتجاوزوه حتى في عبادتنا ومصليات أعيادنا.. لأن (ساهر) الصحي قد يكلفنا صحتنا وربما كنا فريسة ينهشنا هذا الزائر الذي يشاركنا أفراحنا (المغلقة).
إن هذا الميكروب الذي لا يرى وكل فترة يتحور ويتكاثر ويحمل أكثر من اسم، أجل أفراح المدن والمحافظات وكأنها استراحة محارب.. وهو يرسل رسائل قصيرة ألا يكون لنا عادة (نقدسها).. وألا نتعالى أو نتكبر، فنحن لا نقاوم قدر الله، فكما أن (البعوضة تدمي مقلة الأسد) فإن الإنسان بالمعمورة على علمه وحضارته لا يزال يأمل أنه وفق في إيجاد لقاح شافٍ لهذا الوباء.
جاء عيدنا هذا العام ونحن نعلن الفرح، ونحمل القلوب الزكية والنفوس الطيبة ونتماشى مع تعليمات (صحتنا) العزيزة وبروتوكولات التباعد ولبس الكمامات واستغلال وسائل التواصل للتهنئة والتبريك والسؤال عن مرضانا والدعاء لهم والترحم على موتانا.. لكن ما كدر علينا ذلك العنف الإسرائيلي على إخوتنا الفلسطينيين وتدنيس المسجد الأقصى راجياً أن يتحرر من قبضة اليهود.. ويكتب لنا الصلاة فيه.
وكل عام وقيادتنا الرشيدة وشعبنا السعودي والأمة العربية والإسلامية.. بألف خير ومن العايدين الفائزين.