تحتفل الأمة العربية والإسلامية قاطبة بعيد الفطر المبارك بالفرح والسرور والسعادة والبهجة فهي من أعظم النعم، سرور على قلب المرء واستقراره وهدوئه وثبات ذهنه وجودة إنتاجه وابتهاج نفسه بعد شهر حافل بالصيام والقيام وبالخير والرحمة والمغفرة فالواجب علينا جميعاً أن نحسن استقباله، ونعمل على تعميق الهوة بين الأجزاء التي أراد الله لها أن تجتمع وتلتئم بين الأخوة والأرحام والأقارب والأحبة والأصدقاء ونعمل على توحيد الصفوف وتمزيق صفحات الخلاف والتناحر والتباعد ونبذ دواعي الحقد والحسد والبغضاء والكراهية وإذا لم نعمل على ذلك فنحن لم نحسن استقبال هذه الشعيرة المباركة السنوية.
فالمشكلة ليست مستحيلة ولكن يجب على المرء عدم الاستهانة بمقاصد هذه الشعيرة.
فالأمة في هذا الوقت تمر بأزمة عصيبة وتستقبل عيد الفطر المبارك في أجواء مفعمة بالخوف والهلع والقلق والحذر من هذه الجائحة العالمية التي اجتاحت العالم بأسره بدون استثناء تحت إجراءات احترازية مشددة من قبل الجهات الصحية المختصة في كل قطر من أقطار عالمنا العربي والإسلامي والدولي فهذا استشعار من قادة عالمينا العربي والإسلامي بأهمية حفظ النفس الإنسانية من هذا الوباء القاتل الذي هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة.
ويقول الباري عز وجل في محكم كتابه الكريم {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}.
فالمرء وحده لا يستطيع أن يصارع هذه النكبات ولا يقاوم تلك الملمات لأنه خلق ضعيفاً عاجزاً فإنه يفوض أمره إلى خلقه كما يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين}، ويقول نبي الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه - (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ويقول أيضاً - (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وأن يجعل المرء شعاره دائماً - (حسبنا الله ونعم الوكيل) فقد أحدثت تلك الجائحة الخطيرة دوياً واسعاً وواضحاً في شتى بقاع العالم مما جعل قادة تلك الدول الكبرى تطبق وسائل الوقاية والسلامة على مواطنيها بشكل عام وذلك من أجل المحافظة على أرواحهم من تلك العدوى التي اخترقت الغلاف الجوي في سابقة مدهشة للعالم بأسره ولقد كان لهذا الحدث في كافة الدول المتقدمة ردود أفعال قوية من كافة شعوب المعمورة على نطاق واسع فأصبحت تلك الدول الكبرى تقف عاجزة أمام هذا الوباء العالمي الذي اجتاح الكرة الأرضية بسرعة هائلة فلم تكن بلطم الخدود أو شق الجيوب ولم تكن بتبادل الاتهامات مع بعضهم البعض فأخذت تلك الدول المتقدمة إلى وسائل البحث والتنقيب عن علاج سريع لهذه الأمة من هذا الداء الفتاك وما هي إلا أيام بعد اجتياح هذا الوباء انطلق الجميع في إجراء تجارب عديدة داخل معامل ومختبرات تلك الدول بروح عالية تعكس الأمل والتفاؤل في أذهان قادة العالم بأسره وشعوب المعمورة قاطبة بإيجاد اللقاحات المتعددة لهذا الوباء العالمي.
فإن معرفة تلك الأسباب لا تستوعبها العقول ولا تدركها الأذهان البشرية فإن الأمر يحتاج إلى وقفة تأمل وتفكر وتدبر تستهدف العمل الجماعي من قبل الدول قاطبة على إيجاد دواء بعد مشيئة الباري عز وجل لهذا الوباء العالمي.
أما على نطاق بلادنا المترامية الأطراف فإن القيادة الحكيمة لا تألو جهداً في اتخاذ كافة القرارات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة العالمية ممثلة بوزارة الصحة التي تبذل جهود جبارة في التصدي لهذا الوباء الخطير وذلك بتوفير اللقاح المخصص لهذا الوباء.
فإن التقنية الحديثة والنوافذ الإلكترونية تلعب دوراً كبيراً وبارزاً في تواصل أفراد المجتمع مع بعضهم البعض (عن بعد) وذلك من أجل نقل رسائل التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك.
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل الله منا ومنكم ومن جميع المسلمين قاطبة هذه الشعيرة المباركة وأن يرفع الله عنا وعن كافة البشرية عامة هذه الجائحة.
وكل عام وأنتم بخير...
** **
- عبد العزيز صالح الصالح