إذا كان الكشافة العرب يُطلقون على الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية سابقاً الراحل عزيز عثمان بكير من جمهورية مصر العربية لقب «بادن باول» العرب نسبة إلى مؤسس الحركة الكشفية اعترافاً بدوره الكبير تجاه نماء وتطور الكشافة في بلاده وفي الوطن العربي، فإن الرائد الكشفي السعودي عباس عبدالله حداوي أحق من يطلق عليه هذا اللقب في المملكة العربية السعودية حيث كان أحد أبرز مؤسسي الحركة الكشفية بالمملكة، وكان صاحب حضور قوي في فترة التأسيس وما بعدها، ومثل بلاده في الكثير من المحافل العربية والدولية خير تمثيل، ويكفيه فخراً شهادة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - حينما سأل حداوي جلالته عند افتتاحه التجمع الكشفي الثالث لجوالة العالم العربي والإسلامي في مكة المكرمة عام 1968 بقوله: (طال عمرك لعلكم راضون عن الكشافة)؟ فأجابه جلالته (يكفيكم يا ابني أنه حضر عندكم أكثر من 25 دولة، رابطة العالم الإسلامي لم تحضر هذا العدد)، فقد التحق عباس حداوي بالحركة الكشفية في ثاني وحدة كشفية أسسها القائد عمر عبدالجبار - رحمه الله - في مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة عام 1963هـ، وعندما ابتعث للدراسة الجامعية في المعهد العالي للتربية الرياضية في مصر انخرط مع جوالة المعهد، وبعد عودته عمل موجهاً للتربية الكشفية، ثم كُلف بالإشراف على إدارة التربية الكشفية بالمملكة لمدة 22 عاماً بدأ من عام 1380هـ، وكلف في نفس الوقت مفوض دولياً لجمعية الكشافة العربية السعودية لمدة 17 عاماً منذ تأسيس الجمعية عام 1381هـ، كما كان عضواً باللجنة الكشفية العربية لمدة 8 سنوات حيث انتخب في الفترة الأولى 4 سنوات بالمؤتمر الكشفي العربي السابع في طرابلس في ليبيا عام 1386هـ، وانتخب في الفترة الثانية 4 سنوات أخرى في المؤتمر الكشفي العربي الحادي عشر في لبنان عام 1394هـ، كما كان قائداً عاماً للتجمع الكشفي الأول لجوالة العالم العربي والإسلامي عام 1384هـ، والثاني عام 1386هـ، الذي افتتحه جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وقائداً عاماً للتجمع الكشفي الثالث لجوالة العالم العربي والإسلامي عام 1388هـ، والرابع عام 1390هـ الذي افتتحه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وقائداً عاماً للتجمع الكشفي الخامس لجوالة العالم العربي والإسلامي عام 1392هـ الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -، وقئداً عاماً للتجمع الكشفي السادس لجوالة العالم العربي والإسلامي عام 1394هـ الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة - آنذاك -، كما كان قائداً للبعثة الكشفية السعودية بالمخيم العالمي الحادي عشر بالماراثون في اليونان عام 1963م، والمؤتمر التاسع عشر في جزيرة برودوس في اليونان في نفس العام حيث تم تسجيل جمعية الكشافة العربية السعودية عضواً في المكتب العالمي بالتزكية نظير المظهر المشرف للكشافة السعودية في المخيم الدولي باليونان، ورئيساً للوفد الكشفي السعودي في المؤتمر الكشفي العالمي العشرين في المكسيك عام 1385هـ، ورئيساً للوفد الكشفي السعودي في المؤتمر الكشفي الثالث والعشرين في طوكيو عام 1391هـ، ورئيساً للوفد الكشفي السعودي في المؤتمر الكشفي العالمي الرابع والعشرين في نيروبي عام 1393هـ، كما كان عضواً في فريق اللجنة الكشفية العربية بالمؤتمر الكشفي العالمي الخامس والعشرين في كوبنهاجن في الدنمارك عام 1395هـ.
وقد حصل حداوي على قلادة الكشاف العربي في المؤتمر الكشفي العربي الثالث عشر في المحمدية بالمغرب عام 1398هـ، كما حصل على وسام مجلس التعاون لدول الخليج العربي من الدرجة الأولى عام 1417هـ، وحصل على قلادة الاتحاد العربي لقدامى الكشافة عام 1998م، وحصل على القلادة الكشفية الفضية لجمعية الكشافة العربية السعودية عام 1426هـ.
والكشافة تعني لعباس حداوي في حديثه دائماً بمختلف المناسبات أنها إعداد المواطن الصالح لنفسه ومجتمعه، ويرى أنه من المفترض أن كشاف اليوم أفضل من كشاف الأمس باعتبار الإمكانات المادية والتكنولوجية الموجودة في هذا العصر أكبر منها بالأمس حيث كان كشاف ذلك الوقت منهمكاً في العقد والربطات والدورات وكانت الهوايات لديه محدودة فيما كشاف اليوم تتوفر أمامه هوايات متعددة، ويرى أن القائد الكشفي اليوم إذا كان على قدر من الإيمان والإخلاص والمعرفة بالعمل فبالتالي سيصبح كشاف اليوم أفضل طالما استطاع أن يبلور هذه الهوايات وتلك البرامج المتجددة والمتطورة إلى سلوك اجتماعي نافع ومفيد، ويرى أن من أبرز مظاهر الحركة الكشفية «نظام الطلائع» حيث يربي الشاب على القيادة والتبعية وتحمل المسؤولية ويتعلم كيف يأخذ ويعطي وكيف يعطي التعليمات عندما يكون عريفاً وكيف يستقبلها عندما يكون فرداً في الطليعة، ويرى أن القائد يمكن أن يكون قائداً قدوة لكشافيه بسلوكه السليم القويم وبالالتزام بتعاليم دينه وتطبيق بنود الوعد والقانون على نفسه أولاً والالتزام بالوعد الكشفي، مكتسباً طاعة ومحبة وحدته بما يعده لهم من برامج تشبع رغباتهم وميولهم.
ومن خلال علاقتي به في العديد من المناسبات وجدته يهتم كثيراً بالعمل الجماعي، ويؤدي دوره بنسق منظم قائم على أسس وقيم تنظيمية من أجل تقديم الأفضل، وضمان أن يكون العمل مؤسسياً ثابتاً محافظاً على تراكم الخبرات والتجارب والمعلومات بحيث لا تتأثر المنظومة بتغير القيادات الكشفية، وكان لا يحبذ تفرد القائد الكشفي بالقرارات المهمة دون مشورة، ويؤكد دائماً على أهمية الالتزام بالمبادئ الكشفية والقيم من خلال بنود القانون الكشفي.
** **
- مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3 تويتر
Mawdd2@hotmail.com