عثمان بن حمد أباالخيل
في مجتمعنا هناك مواقف نبيلة لا تحصى ولا تعد، مواقف تنم على الألفة والمحبة بين الناس. وفي المقابل هناك مواقف لا تمس النبل بلْ تمس التّسرع وتحميل الإنسان نفسه ما لا يستطيع من وعود. كلمات لسنا نعنيها، تجبرنا على تنفيذها والوفاء بالوعود. كلمات لا تمت للرجولة ولا للأنوثة إنها ثقافة مجتمع خاطئة وموروثة، كلمات علينا أن نفكر في نتائجها وأين تأخذنا. من ناحية أخرى أشد على يد من يستطيع أن ينفذ ما حين يقول: تمْ وأبشر. الفزعة وعمل المعروف تحول كفلاء الغرم إلى المحاكم والقضايا وتوجد فجوات بين الناس. وسببها كلمة: أبشر أنا أكفلك. المواقف النبيلة للناس النبلاء الذين يُقدِرون ويعرفون الفزعة. ما أسهل قولة أبشر، وما أصعب تنفيذها في حالات كثيرة، طريقها وعر غير ممهد، وفي نهايته هاوية سحيقة تبعدك عن محيطك الذي تعيش فيه. أبشر بعزك احذروا أن تقولوها حين لا يسمح الوضع المادي والإنساني والمعنوي.
فالإنسان مواقف فلا تضيّع المواقف وتحسب عليك وليس لك، وكم من كلمةِ قالت لصاحبها دعني.
لا تعطي وعدًا لا تستطع الوفاء به ولا يخذلك الموقف حين تسمع عبارة (قل تمْ). اقتبس: المتفائل يقول: إن كأسي مملوءة إلى نصفها.. والمتشائم يقول: إن نصف كأسي فارغ. تفاءل فالحياة تستحق الحياة دون جلد الذات. كن واقعياً وإيجابياً واحكم على الموقف الذي تعيشه بعيدْ عن النظرة التشاؤمية ولا تُحمّل نفسك ما لا تستطيع فعله فتكون منافقاً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) رواه البخاري. ومن أشد الضرر على الإنسان حين يفزعْ ويلتزم وبعد ذلك يندم ويدخل في دوامة لمْ أكن أعرف كل التفاصيل إذاً لماذا ضربت على صدرك وقلت: أبشر وتم أين كان عقلك. كيف نعاقب أنفسنا ونقضي على راحتنا حين نلتزم بما هو فوق طاقتنا، أليس من الأجدر والأولى الاعتذار وعدم الغوص في البحر ونحن لا نعرف السباحة. تمْ وأبشر وجاك كلمات لها وجهان حسن وسيء وفي أغلب الأحيان الوجه السيء هو الوجه المنتشر في مجتمعنا.
أبشر بسعدك عبارة لها وجهان، وجه جميل حين تكون مبادرة من الجمعيات الخيرية، ووجه سيء حين تكون من بعض بين الناس الذين يغرقون في بحر ألسنتهم الذي لا تعبر عماّ في دواخلهم.
في موروثنا الاجتماعي هناك عبارات وألفاظ منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي. ما يقلقني ويفزعني الأضرار التي تحدث للطرف الآخر بكل أنواعه من الموروث السلبي الذي يلحق الضرر وتبعد المسافات بين الناس، كفانا اندفاعاً وراء أبشر بسعدك التي لا تحمد عقباها وربما تصل بنا إلى النهاية نهاية الحياة. (طق الصدر) تعني للناس الشيء الكثير، وكثيراً ما «طق» الإنسان صدره (وتوهق). من باب عدم الالتزام والتهرب من مواجهة الالتزام وربما التنفيذ المتهور.