خالد الربيعان
آخر هذا الشهر ينتظرنا نهائي إنجليزي لدوري أبطال أوروبا، البطولة الأكبر والأمتع والأغلى أيضاً بين جميع بطولات الساحرة المستديرة، 13.6 مليار يورو «62 مليار ريال» قيم لاعبي 26 نادياً في هذه النسخة، وأكثر من 100 مليون يورو قيمة المكافآت التي تدخل خزائن الأندية بالتأهل للأدوار المختلفة للبطولة.
في مقال سابق قلنا إن المال في هذه السنة يُعَدُّ محركًا قويًا للأحداث، طرفي النهائي مانشسترسيتي وتشيلسي، السيتي بطل هذه النسخة من الدوري الإنجليزي، وصل للنهائي الأوروبي لأول مرة في تاريخه، النادي الأكثر إنفاقاً على الإطلاق، في مواسم الانتقالات الأخيرة نرى قائمة كاملة من أكثر من 20 لاعبًا تغادر، وبدلاً منها يأتي أكثر من مليار وربع المليار يورو قيم صفقات النادي بقائمته الحالية.
الطرف الآخر تشيلسي يُعَدُّ هو النموذج الأنجح في هذه النسخة بغض النظر عن نتيجة النهائي، الأداء الفني كان ثابتًا بشكل عام طوال الموسم، النتائج كانت جيدة داخل الأرض وخارجها، الصفقات كانت تتم دون فلسفة.. بيع البلجيكي هازارد لريال مدريد أمن صفقات أخرى مهمة وأفادت النادي بشكل قوي أهمها الألمانيان فيرنر وهارفيتز.
بداية تشيلسي -1904- كانت من الصفر، ربما لا تتخيل أن كل شيء بدأ بفكرة «ملعب للتأجير»، «ستامفورد بريدج للألعاب الرياضية»، تم عرضه للتأجير من مالكه صاحب الفكرة «جاس ميرز» على نادي فولهام، لم تنجح الفكرة ليجد ميرز أمامه دافعاً ما لينشئ نادياً، إضافة لوجود أساس جيد، الاستاد، سمى النادي الجديد باسم «تشيلسي»، وكانت الفلسفة هي «لاعبون بأقل النفقات».
حتى 1920 كانت أفضل النتائج مركزاً ثالثاً في الدرجة الأولى، محطة فارقة كانت التوقف فترة الحرب العالمية، بعدها تولى نجم منتخب إنجلترا في ذلك الوقت «تيد دريك» أمور النادي وقام بتحديث الفريق، وغيَّر شعار النادي ليصبح ذا شكل قريب لما نراه اليوم، قام بوضع نظام لتدريب وإعداد الناشئين، وتعيين كشافين متميزين استطاعوا التعاقد مع لاعبين من دوري الهواة والدوريات الأقل.
1981 وصل تشيلسي إلى حالة الإفلاس، خسر النادي أرضه، ملكية ملعب «الستامفورد بريدج»، وتم بيع النادي لرجل أعمال -كين بايتس- مقابل: واحد جنيه إسترليني.
كين بدأ بتأسيس ما يسمى بهوية النادي، حتى الآن تميز تشيلسي، كانت عبارة عن «فريق قوي» يوازن بين الدفاع والهجوم ويعتمد على السرعة، يحقق الفوز على الفرق الصغيرة.. ويصمد أمام الفرق الكبيرة، كانت أهم الإنجازات كأس الكؤوس الأوروبية، السوبر الأوروبي، حتى 2001 السنة الأخيرة قبل الاستثمار الأجنبي.
رجل الأعمال الروسي إبراموفيتش كان أمام اختيارين «تشيلسي وتوتنهام»، ليستقر على الأول بقيمة 140 مليون باوند + 100 أخرى على نجوم كبيرة الأسماء في ذلك الوقت، لم تمر سنة حتى كان تشيلسي خامس نادي إنجليزي يحقق بطولتي دوري متتاليتين منذ الحرب العالمية، تبعه لقب لكأس الاتحاد الإنجليزي.
2007 كان نهائي دوري الأبطال الشهير أمام مانشستر يونايتد خسره بركلات الترجيح، 2009 حقق كأس الاتحاد والدوري، 2012 حقق كأس الاتحاد للمرة السابعة ثم الدوري الأوروبي لأول مرة، ثم وصل للقمة بلقب دوري أبطال أوروبا في مباراة دروجبا الشهيرة في 2012، هل يكررها تشيلسي قبل مرور عقد كامل من هذا الإنجاز؟.. الإجابة يوم 29 مايو القادم.
الباص أمام المرمى!
من الناحية المالية تشيلسي السابع عالمياً من بين جميع أندية العالم «2.6 مليار يورو» قيمة النادي حسب فوربس، ما زالت هويته الفنية مميزة، الأداء يوازن بين الجمالية والطموح للفوز، لأننا في كرة القدم لسنا في المدينة الفاضلة: حيث من يقدم الفن دائماً يحصد الذهب.
+90: عيد سعيد عزيزي القارئ.