إعداد - مبارك الفاضل:
في السعودية
يمثل عيد الفطر حالة فرح شاملة تعم العائلات في كل مدن المملكة، ولا تنفك الأسر السعودية تستعيد الماضي فيها، من خلال تعزيز الترابط الاجتماعي، والتقاء التقاليد العريقة مع الأحياء الحديثة اليوم.
وتعد صلاة العيد أول مناسبة تلتقي فيها الأسر والأصدقاء، ويحرص الجميع على ارتداء الجديد من الثياب، كما يحمل الأطفال سلال الحلوى لتوزيعها على المصلين. وبعد انتهاء صلاة العيد يحين موعد الإفطار الذي يجمع العائلات، فمنها من يفضل اللقاء في المنازل، حيث تجتمع العائلة على مائدة حافلة بكل الأصناف، التي قل استهلاكها خلال الشهر الفضيل، وتطغى الأجبان والمخللات وأنواع الخبز المختلفة على ما عداها. وتعمد بعض العائلات إلى الإفطار في المطاعم التي تفتح أبوابها بعد صلاة العيد، وتغلب عليها الأجواء الاحتفالية. في بعض المناطق يجتمع المواطنون في الأحياء التي يقطنوها، لتناول وجبة الإفطار التي تكون غالباً مشاركة بين الأهالي، ووفقاً للمستطاع من نتاج كل منزل، ويتم فيها دعوة من يقطن تلك الأحياء أو التجمعات من مختلف الجنسيات.
وتختلف عادات العيد تبعاً للمناطق، ويستشعر بعض سكان المدن أهمية العودة للمحافظات والمراكز خلال أول أيام العيد، حيث الطابع الأكثر تعبيراً عن الاحتفاء من خلال زيارات منزلية جماعية وتجمعات احتفائية في ساحات عامة وإقامة الرقصات الشعبية، خصوصاً في المساء.
وينتظر الأطفال يوم العيد لجمع ما يستطيعون من «عيديات»، لصرفها بعد ذلك في محال الألعاب وغيرها. ولا يكتمل الاحتفال بالعيد من دون الحلويات، فتتصدر الشوكولاته أطباق التقديم في أغلب البيوت، وتقوم سيدات المنازل بإعداد حلويات تقليدية كالكعك، لتقديمها للزوار الذين يحرصون على المرور على الأقرباء للمعايدة عليهم في منازلهم.
الإمارات
تبدأ ربّة البيت في الإمارات بإعداد المنزل وتنظيفه وترتيبه رغم أنه في الغالب يكون مرتباً.. لكن من ضروريات العيد أن يتم إعادة ترتيب البيت، وتوضع الحناء على أيدي البنات والسيدات أيضاً، ويتم تجهيز الملابس الجديدة للأطفال خاصة والجميع بشكل عام، ويتم تجهيز طعام العيد خاصة اللقيمات والبلاليط وغيرها.. ثم بعض الحلويات وكميات من الفواكه توضع في المجالس لاستقبال الضيوف، وفي مقدمة ذلك كله التمر والقهوة والشاي.
ويبدأ العيد في القرى بالصلاة في الأماكن المفتوحة والساحات العامة - مصلّى العيد - وغالباً ما يكون الرجال في كامل زينتهم من الملابس الجديدة، وقد يكون هناك إطلاق نار في الهواء تعبيراً عن الفرح، ويشارك الرجال في الرزفة - رقصة شعبية- تعبيراً عن الفرح بحلول عيد الفطر السعيد.
أما المدن، فالاستعدادات متشابهة فيها.. وتؤدى الصلاة في مصلّى العيد، ويكون مفتوحاً، وإنما ينطلقون بعد الصلاة لتهنئة الأهل والأقارب بالعيد، وعقب صلاة الظهر ينطلق الأطفال والأسر بشكل عام نحو الحدائق والمتنزهات للابتهاج بهذا اليوم الجميل.. وتكون عبارة التهنئة المعتادة: مبروك عليكم العيد.. عساكم من عوّاده.
الكويت
وكما ذكرنا فالعيد في دول الخليج متشابه غالباً. فيتغنى الأطفال في الكويت قبل حلول العيد قائلين:
باجر العيد ونذبح بقرة
وننادي مسعود كبير الخُنْفَرَة
ويرتدي الأطفال الجديد من الثياب، ويحصلون على العيدية وتُنصب الدُّوارف، والمراجيح للعبهم، ويبتدع الصبيان والبنات الأغاني والأهازيج عند ركوبهم الدريفة. وكان الأولاد يتنقلون بالسيارات إلى مناطق متعددة مثل منطقة حولِّي والشامية، أو يذهبون بوساطة العربات التي تجرها الخيول فتجدها تسير بهم وهم يرددون بصوت واحد:
عـَرَبَـانَه أم حصّـان
تمشي وتُلْقُط رُمـّان
البحرين
ونجد القدوع في البحرين وهو صحن كبير يضم أنواعاً كثيرة من الفواكه والحلويات يتصدر مجلس الضيوف، حيث تُقدم للضيوف هذه الأنواع ليختار منها ما يشاء عندما يحل ضيفاً على أحد البيوت.
وتقدم الحلوى البحرينية الشهيرة للضيوف، ويجتمع أفراد العائلة مع أقاربهم لتناول طعام الغداء في أيام عيد الفطر المبارك في بيت الوالد في أول يوم العيد. أما الأطفال فيطوفون من بيت إلى آخر في الفريج - الحيّ - ويغنون بصوت واحد: عيدكم مبارك.. عساكم من عوّاده.
سلطنة عمان
ينطلق المواطنون ويتجهون إلى المنتزهات من أجل الاحتفال بالعيد والتعبير عن البهجة والفرح بحلوله، وفي ولاية عبري على سبيل المثال يحتفي أهلها بالعيد من خلال صلة الأرحام وإقامة الولائم الجماعية، وإحياء الموروثات الشعبية، بإقامة الأهازيج والفنون المتوارثة وسباقات وعروض للخيل والهجن، وغيرها من الحفلات الفنية. كذلك يحرص العمانيون على التقارب والتحابب في هذه الأيام السعيدة فيقيمون الموائد الجماعية وغيرها من الأساليب الاحتفالية التي يعبر بها المسلمون عن فرحتهم الرشيدة، كما أوصى الله تعالى بذلك.
قطر
يقوم رب الأسرة باصطحاب أبنائه لأداء صلاة العيد، وبعدها يبدأ التهاني بالعيد في شكل جماعتين: الأولى للصغار الذين ينتقلون من بيت إلى آخر للتهنئة وأخذ «العيدية»، والجماعة الثانية للكبار يزورون الجيران، وفي وقت الغداء ينزلون عند آخر بيت وصلوه، ويتم تحديد بيت الغداء قبل العيد بالتشاور.
أما ثاني أيام العيد وما بعده فتشمل الزيارات العائلية الكبرى، والأصدقاء، والعلماء، وغيرهم، ويرتدي الأطفال الملابس الجديدة؛ حيث يلبس الفتى «الثوب»و» البشت»و»العقال»، والفتاة تلبس «الدراعة» و«البخنة»، خاصةً التي لم تتجاوز 14 سنةً من العمر، فيما تقتصر عائلات الوافدين في احتفالها بالعيد على إقامة غداء شبه عائلي مع بعض الأسر التي تنتمي لنفس بلدها، وتربطهما رابطةُ صداقةٍ أو تلجأ إلى الحدائق والكورنيش؛ حتى لا يشعروا بالغربة يوم العيد، وكذلك يحرصون على الاتصال بأهاليهم هاتفيًّا.