م/ نداء بن عامر الجليدي
«هذه التغيرات لا تعترف بحدود وطنية، وأنها تهديدٌ للحياة على كوكب الأرض، وأن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب منهجة شاملة تراعي مختلف الظروف التنموية حول العالم».
هذا كان جزءا من كلمة ورؤية خادم الحرمين الشريفين في قمة المناخ الافتراضية التي عقدت الأسبوع الماضي والتي لم تكن رؤية فقط وإنما تحولت في فترات زمنية قصيرة جداً إلى مراحل عمل ومبادرات مثل إطلاق حزمة من الإستراتيجيات، والتشريعات البيئية وفق رؤية المملكة 2030م بهدف الوصول إلى قدرة إنتاج 50 في المملكة من احتياجات المملكة من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030م، ورفع مستوى التعاون الدولي للحل الشامل، ومواجهة تحديات التغير المناخي وتدهور البيئة، وكذلك استعرض النظر الكريم مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر) لتقليل الانبعاث الكربوني بأكثر من 10 في المملكة، وزراعة 50 مليار شجرة.
لذا ومن وجهة نظري تعتبر المملكة الآن لاعبا أساسيا في عمليات حماية الكوكب وداعماً قوياً للجهود التي يقودها العالم لمواجهة التغيرات المناخية وحماية الأرض. لأنه باختصار عزيزي القارئ إهمالنا لهذه التغيرات المناخية وعدم معالجتها يعتبر تهديداً حقيقياً للحياة البشرية فهو يؤثر في الإنتاج الزراعي والرعي وموارد المياه والمناطق الساحلية والطاقة وفترات الجفاف والفيضانات. والمشكلة أننا نتعامل مع هذه المتغيرات بشكل يومي دون أن نلحظ حجم التهديد الذي نواجهه وانعكاساته علينا في مأكلنا ومشربنا وصحتنا وكذلك استقرارنا الاجتماعي والأقتصادي فتغير المناخ عامل مشترك يتدخل في جميع جوانب حياتنا ويؤثر فيها. إن مشكلة تغير المناخ لا يمكن معالجتها بمعزل عن غيرها من التحديات، إذ لا تستطيع أي منطقة جغرافية أو أي قطاع اقتصادي أن يحمي نفسه من تحديات التغيرات المناخية التي تواجه العالم.
ولكي تتناغم رؤية ملكنا الغالي الذي أكد على وجوب العمل بشكل جماعي على المستوى الدولي وبنهج مستدام وشامل وبأسلوب موجه نحو تحقيق نتائج ملموسة بكلمته في القمة. ولكون كوكب الأرض مهدد بأسره بسبب تغير المناخ لا نريد أن تبقى الاستجابة الفردية للأزمات ناقصة ولا تلبي التحديات التي نواجهها، وأؤكد على أهمية العمل بشكل جماعي وضمن رؤية وبمسؤولية وعزيمة وليست المملكة فقط هي من يهتم في الشرق الأوسط من خلال المبادرات التي طرحتها وتعمل عليها ....... ودمتم بود.