اكتشف العلم انتقال الخلايا الحاملة للصفات الوراثية من جسم المرأة المرضعة (الأم أو غيرها) إلى جسم الطفل الذي أرضعته مع حليب الرضاعة، وورد ما يؤكد تلك المعلومة في مقال تم نشره في موقع (INTERNATIONAL MILK GENOMICS CONSORTIUM) (الاتحاد الدولي لجينوم الحليب)، وهو موقع بحثي طبي متخصص في الأبحاث العلمية لهياكل ووظائف وإجراءات وفوائد الرضاعة والحليب.
وقد توصلت الأبحاث العلمية إلى أن الصفات الوراثية تنتقل من المرضعة إلى الرضيع بواسطة الخلايا الجذعية التي تنتقل مع الحليب عبر الرضاعة، ثم تنتشر في جميع أعضاء الجسم، وتتحول إلى خلايا مختلفة، بما في ذلك الخلايا الدماغية، وتصبح خلايا عاملة تنشط سمات تنموية مهمة. وأثبتت الأبحاث العلمية أن انتقال الخلايا يحدث بشكل متبادل بين الأم والجنين أثناء الحمل؛ إذ وجدت الخلايا الجنينية داخل دماغ الأم وأعضائها الأخرى بعد سنوات عديدة من ولادة طفلها؛ إذ يتم تبادل بعض الخلايا التي تحتوي على جميع معلوماتنا الجينية «وليس النصف» بين الأم وطفلها، وتبقى تلك الخلايا نشطة لعقود، ورغم أن ذلك يحدث أثناء الحمل عبر المشيمة إلا أنه يستمر بالحدوث بواسطة حليب الأم أثناء الرضاعة، فقد خضعت الخلايا الجذعية في حليب المرضعة للأبحاث فاكتشف أنها تنتقل إلى الرضيع عبر الحليب، ثم يتم امتصاصها عبر الجهاز الهضمي لتجري مع الدم وتصل إلى مختلف الأعضاء بما في ذلك الدماغ، فيصبح جسم الطفل محتويًا على أجزاء من جسم الأم؛ وهنا يتضح هدي الإسلام في تحريم زواج الرجل من أمه أو أخته بالرضاعة قبل اكتشاف انتقال الخلايا الجذعية الحاملة للصفات الوراثية من المرأة إلى رضيعها بأكثر من 1400عام؛ قال سبحانه وتعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ}. وقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب). والعجيب أن العامة في نجد اكتشفوا ذلك قبل اكتشاف علماء الغرب له بمئات السنين.