منال الحصيني
والدتي الفاضلة:
لا تعجبي إن رأيتِ إعجابي بك ظاهرا في بعض سطور هذا المقال
فإنما أنطق بلسان كثير من العقلاء، الذين يحبونك ويؤمنون أنك فريدة في أخلاقك وفريدة في تربيتك وكذلك في تسامحك وتساهلك.
ما زلت أذكر «رمضان الطفولة» حينما كانت تعد الإفطار لوالدي ليذهب به في الخامسة عصراً إلى عمله حيث كان يبيت خارج المنزل.
وما زالت كلماتك ترن كالجرس في رأسي حينما اتضجر من مساعدتك لتحضير إفطار والدي لذلك العدد المهول من زملائه،
كانت تردد «هل سينقص من أجرك شيء»؟
كبرنا وما زالت على ذلك المنوال لم أرها تتضجر يوما فقد كان هاجسها «احتساب الأجر».
مرت السنوات وذهب كل منّا إلى بيته وتحملنا المسؤولية بشكل مغاير عن قرنائنا فقد غرست فينا الصبر وتحمل المسؤولية والاحتساب.
هذا ما كان عني..
ولكن ماذا عن باقي «الجنس اللطيف»؟
ماذا عن الضجر والغضب في إعداد الإفطار.
ولماذا تضخيم الأمور وتلك الضوضاء في المنزل وكأن جيشا غازيا أغار عليه.
إي وربي هذا ما يفعله البعض.
ها قد شارف الشهر على الانتهاء وطويت أيامه كباقي الشهور والسنين.
وكل عمل له جزاؤه، سنة كونية، وقاعدة ثابتة، يكاد يتفق عليها العقلاء.
فالشكر بحجم السماء لكل سيدة أعدت مائدتها بحب، ورسمت الابتسامة على شفاه عائلتها، وكظمت غيضها واحتسبت ذلك نُبلاً وكرماً من أخلاقها.
ولن أثني الشكر عن كل رجل أبدى مديحه وأجّل انتقاده لحين تهدأ النفوس وقدّر مجهودها.
رسالتي هنا للجميع (هل نقص من أجرك شيء؟).