د.عبدالعزيز الجار الله
تحاول إسرائيل استغلال الظرف السياسي والأمني والاقتصادي داخل الوطن العربي في خلق واقع جديد عبر سياساتها التي كانت تمررها سابقاً في الوطن العربي. فالربيع العربي عام 2010م التي عملت إسرائيل وإيران وتركيا وإمريكا وأوروبا على إشعاله في الوطن العربي ليلتهم دوله، كان فرصة سانحة لتمزيق الوطن العربي، لذا تعمد إسرائيل إلى هدم المنازل وإخلاء بيوت العائلات الفلسطينية لصالح جمعيات استيطانية يهودية في القدس الشرقية في حي الشيخ جراح وباب العامود أحد المداخل الرئيسة للبلدة القديمة، وباحات وأروقة وأبواب المسجد الأقصى، مستفيدة من انشغال العالم في مواجهات إيران مع الغرب والعرب بسبب الاتفاق النووي والصواريخ البالستية بعيدة المدى والطائرات المسيرة.
ما تنفذه إسرائيل من احتلال وتخريب وقضم أراضٍ في: فلسطين وسورية ولبنان.
هو العمل الإجرامي نفسه الذي تعمله وتنفذه إيران في: العراق وسورية ولبنان واليمن.
وهو أيضًا العمل نفسه الذي تقوم به تركيا في: سورية والعراق وليبيا وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط (القطاع العربي).
اعتداء مستمر على دول وأراضي وشعوب الوطن العربي، وليس أمام الوطن العربي والأمة الإسلامية سوى المقاومة وإفشال خطط القوميات الفارسية والتركية واليهودية ومن خلفهم الغرب بكل أساليب المقاومة شعبيًا وعسكريًا ودبلوماسياً وسياسياً، فتحرك القوى الإقليمية والدولية ضد العرب وفي هذا التوقيت يأتي في أعقاب مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ومرور 70 سنة منذ استقلال الدول العربية عن الاستعمار الأوروبي، و90 سنة وأكثر من الخلاص من التبعية والاستعمار العثماني على الدول العربية.
إذا خرج الوطن العربي معافى من أزمة عدوان إسرائيل وإيران وتركيا على الأرض والشعوب العربية، فإن العرب لابد أن يغيروا من تعاملاتهم فيما يتعلق في الحقوق والجوار الجغرافي والعلاقات بين الدول التي تحت جناح العروبة والجوار والإخاء الديني تم استباحت الأرض والشعوب.
واليوم ما يقوم به الشعب الفلسطيني في القدس الشرقية والحي القديم وباحات المسجد الأقصى عنوناً للروح العربية المسلمة التي تواجه الظلم وتقاوم الاحتلال ونزع الأراضي بالقوة، فربما تكون هذه شرارة لتحرك الشعب الفلسطيني الذي وضع تحت الحصار الدائم.