العقيد م. محمد بن فراج الشهري
من يتابع الأحداث العالمية وأحوال الدول يجد أن دولة إيران هي الدولة الرئيسة في إثارة الحروب والقلاقل، والمحن، وهي الشيطان الأكبر الذي تظهر صورته الكريهة في أغلب البلدان وبالذات في آسيا ودول الشرق الأوسط بشكل خاص، وحتى دول العالم الأخرى، لم تسلم من تدخلات شياطين (قم) وتلك العمائم التي جعلت شعبها يعيش تحت خط الفقر ووزعت ثروات إيران على ميليشيات الشيطان في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.. وتدخلت بشكل سافر وقبيح في شؤون هذه البلدان، وأفسدت فيها أيما إفساد.. فالعراق يئن من تدخلات مليشيات إيران، ولبنان لا يستطيع تكوين حكومة بسبب مليشيات إيران، والحوثيين ينهشون اليمن ويدفنون تاريخه بسبب إيران.. وكثير من دول العالم تعاني بأسباب تدخلات إيران ومليشيات التخريب التي تعبث في الأرض بغياً وإفساداً، ولنتذكر ما قاله عضو الكونجرس الأمريكي يراد شيرمان حيث يقول: إن النظام الإيراني يقتل شعبه ويستخدم العداء للإلهاء عن الفساد العام للنظام، ويجب أن ينتهي هذا.. وأضاف شيرمان المنحدر من كاليفورنيا أن إيران لديها ثقافة تعود إلى أكثر من (4) آلاف عام، ويقول براد شيرمان: من السخرية أن يواصل الإيرانيون العيش في ظل نظام قمعي وغير ديمقراطي، إن الراعي الديمقراطي الرئيسي لقرار مجلس النواب رقم 118، الذي أعرب عن دعمه لرغبة الشعب الإيراني في جمهورية إيران الديمقراطية العلمانية، وغير النووية، يدين انتهاكات حقوق الإنسان، والإرهاب، الذي ترعاه الدولة من قبل الحكومة الإيرانية، ويسلط القرار (118) الضوء على اعتقال دبلوماسي إيراني في بلجيكا مؤخراً لدوره في التآمر لارتكاب جريمة قتل كجزء من مؤامرة لتفجير تجمع إيران الحرّة في باريس عام 2018م، وثبت إدانة الدبلوماسي أسد الله أسدي واستعداد نظام طهران لاستخدام دبلوماسيه وسفارته لارتكاب أعمال إرهابية في جميع أنحاء العالم، لاسيما ضد مواطني ومسئولي الولايات المتحدة والشعب الإيراني، والشعوب التي لا تميل لإيران.. والمعروف أن إيران ونظام طهران حارب كل من يحاول استعادة الديمقراطية في إيران بكل وسائل القمع والإعدامات ففي نوفمبر عام 2019م قتل حوالي (1500) شخص خلال أسبوعين فقط من الاحتجاجات واعتقل الآلاف.. وبحسب تقارير منظمة العفو الدولية الصادر في سبتمبر 2020م، فقد تعرض المتظاهرون المحتجون للتعذيب على نطاق واسع، بما في ذلك الضرب، والجلد، مع حرمان هذه المجموعات من حقوقهم الإنسانة الأساسية بسبب عرفهم أو معتقداتهم، وصدر كثير من قرارات الإدانة ومنها قرار الكونجرس رقم (118) الذي دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة التي يرتكبها النظام الإيراني وإنشاء آليّة يمكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلالها مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في إيران ورعايتها الواضحة للإرهاب حيث تبين بشكل لا يقبل الشك بأنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب والمصدرة له... وحالياً تصاعدت وتيرة الصراع على السلطة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل حيث يتم الاستعداد لتسليم السلطة للتيار المتشدد الذي يقترب بشكل كبير من الاستحواذ على الكرسي الرئاسي مما يعني أن إيران المستقبل سوف تكون أسوأ مما سبق، ويسعى عدد من المتنافسين إلى استغلال جائحة كورونا التي تمر بها البلاد من أجل الحصول على مكاسب، وهو ما دفع حسن روحاني إلى التحذير من مغبة تفشي الفيروس خلال اجتماع لجنة مكافحة كورونا، وتواكب كلام روحاني مع تقرير نشرته وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري، وأعاد نشره موقع (مشرق) القريب من استخبارات الحرس حول ما اعتبرته حكومة روحاني في إدارة تفشي الجائحة، والحقيقة أن شعب إيران المنكوب لم يسلم لا من الجائحة ولا من حكومة استبدادية منعت عليه حتى استيراد اللقاحات مما جعلته مصدراً رئيساً للأوبئة الفتاكة، وإيران ما زالت تمارس الخراب والتدخلات في كافة أنحاء المعمورة وآخرها سفينة الأسلحة الموقوفة في بحر العرب وهي واحدة من العديد من سفن تهريب الأسلحة المدمرة التي ترسل إلى الحوثيين والتي بسببها دمرت أغلب مناطق اليمن وزرع فيها الآلاف المؤلفة من الألغام حتى أمام البيوت، والمزارع، والطرقات.. وما يجري حول الاتفاق النووي 5 + 1 إذا أعيد بنفس صيغته السابقة وبنوده فهو كارثة لكل من يريد السلام ولن يجدي مع هذا النظام إلا قطع كافة أذرعه التي تمتد بالشر في كل مكان وإلا فسوف يبقى الحال على ما هو عليه حتى وإن كان ما كان، وهذه العمائم في (قم) لا تفهم إلا لغة القوة فقط وعندها إما أن تموت أو تتبدل.