محمد بن عبدالله آل شملان
نعى الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي المغفور له -إن شاء الله- عادل التويجري، الذي وافته المنية مساء يوم السبت، وذلك في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «يتقدم الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بخالص العزاء والمواساة لأسرة الزميل عادل التويجري.. سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}».
قالوا: «إن الإعلام شغف يسرق عشاقه»، وهو ما حدث بالفعل مع الراحل الزميل الإعلامي والناقد الرياضي عادل بن عبدالله بن حمود التويجري، الذي استغرقت هوايته لحظات حياته، حتى حمل بالأمس عصا الرحيل المفاجئ، تاركاً لنا صعوبة إدراك الغياب، فإذا المُهج تهفو، والأرواح تشتاق، والنفوس تحنّ، بأسى أثقل من أن تحملها ظهور حروفنا وكلماتنا.
آمن الراحل بأساسيات التحليل والنقد الرياضي لمدة 20 عاماً، فكان حالة جميلة في الإعلام السعودي، والنموذج الملتزم بكل ما تحمله هذه الهواية من قيم وطنية وحسّ.
كان عاشقاً للإعلام والنقد الرياضي، وصاحب رسالة دائماً ما أدّاها بحيادية، وابتسامة عاشق كانت وسيلته الأقرب إلى قلوب كل الإعلاميين والرياضيين والمحبين، فقد كان عظيم الإيمان بأن الهواية رحم بين أهلها، ومن هنا كان دائم التواصل مع زملائه، أياً كانت مساراتهم، يتميز بالخلق، والتواضع الجمّ، وطيب السريرة.
نتذكر إطلالته اليومية البهية القوية المتجددة في برنامج الدوري مع وليد الذي تقدمه قناة SBC السعودية، بكل الحيوية والعنفوان الذي حملها في حنايا جسمه، وينتمي إلى مسيرة الأوائل في العمل الإعلامي الرياضي بنادي الهلال، ولم يغب عن الكتابة رياضياً في العديد من المطبوعات، وكان الحاضر في عملية التحليل والنقد الرياضي.
لم يغب المسار الإنساني عن شخصيته، فحسب رواية المحلل الرياضي طارق النوفل، بأن الراحل قبل ظهوره في حلقة يوم الجمعة، اتصل عليه صديق، وعرض حالة أسرة عليها فاتورة بقيمة 5000 ريال. وقال له: «أرسل حسابهم البنكي وأمهلني ساعة وازهلها». اتصلت العائلة على ذلك الصديق بعد نحو ساعة لتشكره وتدعي له، وكان الراحل أرسل لهم 7000 ريال.
ووسط الأسى واللوعة ظهرت جملة من الحب والتعاطف مع عادل التويجري، رغم اختلاف الميول وتوحّد الدعاء له، وتسابق الكثير للإحسان إليه بالصدقة وعمل الخير بعد رحيله.
رحمك الله يا عادل التويجري، وأحسن مثواك، وضعت رحالك عند رب كريم رحيم عظيم، وألهم عائلتك وأسرتك ومحبيك الصبر والسلوان، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.