إيمان حمود الشمري
في الخطاب الأخير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وضمن سلسلة محاور تكلم فيها عن الرؤية مدعماً كل ما ذكر بأرقام وإحصاءات ليؤكد لنا سموه أن الرؤية إنجازات وليست مجرد شعارات، أشار إلى اهتمام الرؤية بالترفيه والسياحة ابتداءً من عام 2019 الذي انطلقت به المواسم السياحية والفعاليات الترفيهية والرياضية وإطلاق منح التأشيرات السياحية التي وصلت لـ77 ألف تأشيرة سياحية خلال 33 يوماً. مما انعكس على النمو الاقتصادي للدولة، إذ كانت هذه المواسم مصدراً مالياً مفيداً للدولة، فموسم الرياض فقط تجاوزت إيراداته 4 مليارات ريال سعودي، إضافة إلى توفير الفرص الوظيفية.
أولت المملكة اهتماماً بالغاً بالجانب الترفيهي الذي لاقى إقبالاً كبيراً ونجاحاً لافتاً كان يجب أن يستمر ويتطور لولا جائحة كورونا التي أوقفت جميع الأنشطة السياحية ابتداءً من شهر مارس 2020، وبالرغم من هذه الجائحة التي أعاقت حركة العالم بأسره إلا أن المملكة استطاعت السيطرة على الوباء وبرزت جهودها في السيطرة على المرض بتوعية المواطنين وتوفير مراكز الفحص والخدمات، وتنفيذ الغرامات المالية الجزائية، وإطلاق التطبيقات التي تفيد بصحة المواطن، في حين أن دولاًَ كبرى اتضح عجزها بشكل صادم تجاه سيطرتها على المرض وما زالت تعاني مع استمرار تمحور الوباء، ونحن مقبلون على موسم سياحي وعدد الحاصلين على اللقاح تجاوز الـ10 ملايين بلقاحات خضعت للتجارب من هيئة الغذاء والدواء ليتم صرفها بالسعودية كونها أكثر أماناً من اللقاحات الأخرى، وحيث إننا موعودون بموسم سياحي وترفيهي من الهيئة العامة للسياحة والترفيه تحت ضوابط وإجراءات احترازية من أهم أولوياتها صحة المواطن مما يجعل البيئة السياحة السعودية بيئة آمنة لا تخضع لشروط معقدة وإنما لضوابط احترازية من أجل منع تفشي الوباء.
نعيش في بلد تتنوع فيه الأجواء المناخية والمناظر الطبيعية بين أجواء ساحلية أدهشت كل من زارها من حيث صفاء زرقة المياه ونظافة قاع الأرض التي توازي أهم المدن الساحلية العالمية حيث إننا نملك أكثر من 1000 جزيرة، إضافةً إلى الطبيعية الجبلية في شمال المملكة وروعة المسطحات الخضراء في الجنوب، بينما تتميز الرياض بكونها عاصمة الصخب التي كان لها نصيب الأسد من جذب الأنظار.
معلوماتنا السياحية ما زالت ضعيفة رغم تسليط الضوء عليها في الآونه الأخيرة إلا أننا ما زلنا بحاجة للتعرف على بلدنا أكثر، وسياحتنا الداخلية هي جزء من مساهمتنا في التعرف عن قرب على معالم بلدنا، وتبذل المملكة جهوداً جبارة في تنويع الفعاليات السياحية، والوضع الصحي الحالي يجعلنا أكثر تمسكاً بالسياحة الداخلية من حيث جاهزية القطاع الصحي إضافة إلى توافر جميع المقومات كالمناخ المناسب والبيئة الآمنة للسياحة تحت ضوابط احترازية مشددة.
هذا البلد الذي يخشى علينا ويولى صحة المواطن أهمية، يستحق منا أن نعيد حساباتنا بالسفر ونعطيه الأولوية.