سهوب بغدادي
«أغلقت معظم الحكومات في العالم المؤسسات التعليمية مؤقتاً، سعياً منها إلى الحدّ من تفشي جائحة كوفيد-19، وقد أثر هذا الإغلاق على ما يقارب 60 % من طلاب العالم. وقامت بلدان أخرى بإغلاق المدارس في بعض المناطق فيها، مما أثر في تعليم ملايين الدارسين» بحسب تقرير حديث لمنظمة اليونيسكو.
مما لا شك فيه أن الجائحة قد قلبت الموازين في كافة نواحي الحياة، ويتضمن ذلك الجانب التعليمي الذي تحول في يوم وليلة من أروقة المدارس إلى التعليم عن بعد. وقد كان لأبطال التعليم دور استثنائي خلال الجائحة بمواكبة متطلبات التعليم عن بعد، التي لا يسعني أن أفصلها في مقال يتيم، فلهم جزيل الشكر والعرفان على جهودهم الملموسة خلال العام الدراسي الماضي.
لطالما كان التساؤل الأبرز منذ بداية الجائحة يدور حول الصفوف الأولية وطرق اكتسابهم للمهارات الأساسية في العملية التعليمية والتي ستستمر تباعا معهم مدى الحياة، على سبيل المثال طريقة مسك القلم الصحيحة وفتح الكتاب، وما إلى ذلك. حقاً، إن التعليم عن بعد شكل تحدياً للمعلم والطالب والأسرة على حد سواء، فبحسب المعلمة الفاضلة عواطف الحربي التي تمتلك الخبرة الطويلة في مرحلة رياض الأطفال أن التعليم عن بعد ليس كالتعليم المعتاد، ولكنها قامت بأخذ الدورات الخاصة للتعامل مع الوضع التعليمي الجديد، وردا على تساؤل اكتساب الطفل المهارات اللازمة فقد عمدت الأستاذة عواطف على طلب تصوير مقطع فيديو للطالب وهو يقوم بالكتابة لتقوم بتوجيهه إلى الطريقة الصحيحة، وبمساعدة الأهل بالتأكيد من خلال إيضاح الطرق الصحيحة للمهارات التي يجب على الطفل إتقانها في فترة ما.
في الوقت الذي أكد الأستاذ القدير عيسى الرفاعي أن هنالك خطوات لتعلم الطفل المهارات تبدأ من التمثيل للفعل، ومن ثم المحاكاة بشقيها النظري والحركي ليصل إلى مرحلة الحفظ وربط الفعل بالحركة والصوت -التعلم الحركي- بهدف تنمية الذاكرة العضلية.
إن التداعيات غير المرغوبة أمر لابد منه باعتبار فرادة الوضع الذي يمر به العالم. إلا أن وزارة التعليم والعاملين بها قد قاموا بعمل فعال لتخفيف وطأة الأضرار المتعلقة بالتعليم الإلكتروني، وبالتزامن مع نهاية العام الدراسي، نأمل أن نتجاوز الأزمة الصحية ونعود إلى حياتنا الطبيعية ليتمكن الأطفال من المرور بتجربة الدراسة المتكاملة، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه -لاقدر الله- يتحتم علينا أن نسد الثغرات التي قد يواجهها الطلاب في مختلف النطاقات نتيجة التعليم الإلكتروني، سواء يإجراء استطلاعات رأي للطلبة وأولياء الأمور حول مواطن التحسين والتطوير للعملية التعليمية والطالب على حد سواء، لندخل العام الدراسي الجديد بثقة في أن المخرجات التعلمية الحالية لا تقل عن أي وقت مضى وربما أفضل!.