فهد المطيويع
لن أبالغ لو قلت إن حظ الهلال أكبر من أن يوصف وأكبر من أن يختصر في كلمات، حظًّا يفاخر به الهلاليون الكبير والصغير، لمَ لا وهم يملكون الكثير من البطولات والإنجازات وهذا الكم من أعضاء الشرف المحبين والملايين من الجماهير المتيمين، فريق كل يوم في فرح، وفي كل موسم له بطولة أو أكثر، تعثره كبوة، وغيابه إن حدث غالبًا لالتقاط الأنفاس، يكرهون الضجيج، ويكرهون غاياته.
نادٍ تأسس على القيم والمبادئ التي غرسها مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد غفر الله له وأدخله فسيح جناته، لهذا أصبح الهلال جميلاً ومبهرًا في حضوره وغيابه، مشغولاً بجماهيره، ولا ينشغل الهلال إلا بالهلال وترك للآخرين الحديث عن إنجازاته، كل بطريقته، فكل ذي نعمة محسود.
بطولات وصولات وجولات لنادٍ عزز روح التنافس الشريف، وبهذه الروح والتصالح مع النفس خلق الفارق وخلق السمعة والصيت في كل أرجاء الوطن حتى خارجه فهو الزعيم والسفير وواجهة وطن.
لن أتحدث عن الفوارق الفنية ولا البطولات بكل أشكالها فهذه أتركها لضمير السنة الضوئية التي أنصفت الهلال، وكما يقال (جاور السعيد تسعد) مع أن الجميع يسعى لتضييق الفارق إلا أن المشوار طويل جدًّا لكي تصبح مثل الهلال! {... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ...}.
وقفات
بعد انقطاع طويل خرج علينا المتحدث الصامت يهذي بما لا يعرف، أو ربما هو يعرف ولكن تعمد الظهور في هذا التوقيت بالذات ليشحذ بعضًا من ضوء الهلال وشعبيته التي تفوق شعبية كل الأندية بشهادة (القناة الناقلة) وكل الإحصائيات التي تقول إن جل مباريات الهلال تحظى بمشاهدات عالية بالأرقام المثبتة.
عمومًا ما زال الأخ متشبثًا بالمدرسة القديمة في خلق الإثارة، ولا ألومه؛ فقد توقف لديه عقارب الزمن فأصبح يدور في فلك خالف تُعرف؛ ليثبت أنه ما زال موجودًا ويتنفس! ومع هذا الإفلاس يسعى للظهور بأي شكل من الأشكال لتسجيل حضوره الباهت على حساب العقل والمنطق والوقار.. وكما يقال (لو سكت من لا يدري لقل الخلاف بين الخلق) وارتاح الناس من السماجة.
لم يكن ذلك الكاتب دقيقًا عندما تحدث عن شعبية الهلال ووصفه بالنادي المكروه، ولم يكن دقيقًا أيضًا عندما تحدث عن خوفه على أولاده من البرامج الرياضية (الصورة تتحدث)، ولا ندري من يجب أن يخاف من الآخر.
أما ما يخص خطبته العصماء وانتقاده تعصب الإعلام الرياضي فاكتشفنا أنه آخر من يتحدث عن التعصب.
باختصار: انقلب السحر على الساحر الذي حاول أن يتسلق أسوار الهلال فهوى ساقطًا وانكسرت مصداقيته وتبعثرت من الخجل تحت أقدام الهلال. ما هكذا تورد الإبل يا سيد المتعصبين.
وقفة
تعازينا القلبية وصادق المواساة في وفاة فقيد الوسط الإعلامي الأستاذ عادل التويجري، أسأل الله أن ينور قبره، ويبدله دارًا خيرًا من داره، ويدخله فسيح جناته. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.