د.عبدالعزيز الجار الله
القرار الوزاري الذي أصدره وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي بتوطين الوظائف التعليمية في منشآت التعليم العام الأهلي في المدارس الأهلية والمدارس العالمية للبنين والبنات، يأتي هذا القرار بإعادة النظر في قرارات عديدة سابقة تركت فيها الخيارات لملاك وإدارات المدارس الأهلية والعالمية عندما كان التعليم العام وحتى الجامعي يعيش نقصاً واضحاً في عدد المعلمين والمعلمات في المدارس وأيضاً الجامعات، وقامت وزارة المعارف والتربية والتعليم سابقاً ثم وزارة التعليم بإجراءات إنقاذية لجذب خريجي الجامعات والكليات ومعاهد المعلمين لمهنة التعليم بإحداث كادر جديد للمعلمين وسلم للوظائف بميزات مالية، وفيما بعد تم إحداث وظائف تعليمية على بند 105 لسد احتياجات المدارس من المعلمين والمعلمات.
يهدف قرار توطين الوظائف التعليمية في منشآت التعليم الأهلي والعالمي والذي يطبق على ثلاث سنوات زيادة نسب التوطين في المدارس الأهلية بجميع التخصصات بما فيها: العلوم الطبيعية الرياضيات والفيزياء والأحياء والعلوم والحاسب الآلي، وزيادة نسب التوطين في تخصصات اللغة العربية والهوية الوطنية والدراسات الإسلامية والاجتماعيات والتربية الفنية والتربية البدنية. وكان في السابق فقط زيادة النسب في تخصصات محددة هي: الدراسات الإسلامية والتاريخ والتربية الوطنية، أما التخصصات الأخرى لم يشملها التوطين.
اليوم اختلفت خريطة خريجي الجامعات، وأصبح هناك وفرة من المواطنين في تخصصات العلوم الطبيعية والتطبيقية والتخصصات الأخرى التي أشار لها قرار توطين الوظائف التعليمية من خريجي جامعات الداخل والجامعات الدولية نتيجة زيادة جامعات الداخل وبرامج الابتعاث الخارجي لمعظم جامعات العالم، كذلك هذا يضاف إلى أن القرار يسعى إلى توفير 28 ألف وظيفة تعليمية لطالبي الوظائف من خريجي الجامعات على سلم الانتظار الطويل في قائمة برامج وزارة الموارد البشرية.
خلق الوظائف وتوفير فرص العمل تأتي من مسؤولية الوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص حتى لا تزيد أرقام البطالة، ويطول طابور المتقدمين، وبقاء الوزارات على أداء والرتم القديم وكأن البطالة لا تعنيها، وأنها مشكلة الجامعات التي تخرج دون النظر إلى استيعاب لسوق العمل، هذه النظرة السابقة للخريجين وكأنهم ارتكبوا الأخطاء في دخولهم للجامعات، لابد من معالجتها وعدم تجاهلها، وخطوة وزير الموارد البشرية في مثل هذه القرارات يشكر عليها لجعل هذا الجيل يشارك في تنمية بلاده.