عمر إبراهيم الرشيد
1 - تسمعون كثيراً مقولة (رمضان أول غير) في المقارنة بين أيام رمضان في تلك السنين الخوالي، عندما كانت العفوية حاضرة في يوميات الناس، ولم يكن للتكلف والمظاهر اعتبار إلا لقلة من الناس. الماضي لا يعود وهذه سنة الله في خلقه، والحنين إليه أيضاً من الغرائز الإنسانية وبالأخص تلك الأشياء الجميلة التي توارت في وقتنا الحالي.
إنما لا بد للإنسان من التعايش مع واقعه بدون الخضوع لسلبيات هذا الواقع قدر الإمكان، وترويض إيقاع الحياة الصاخب بالبعد عن الإسراف في إشباع النفس، حتى لا يعود للجديد والطريف نكهة، وهذا ما كان يميز حياة الناس قديماً. وكما أن التخمة تجلب السقم، فالتخمة الاستهلاكية لشتى المقتنيات كذلك تولد السقم النفسي وقاكم الله منه.
رمضان هذا الضيف الجليل، موسم رباني يعيد النفوس الى شيء من رشدها كل بحسب انتفاعه وقربه من هذا الضيف السماوي العظيم. أما العقوية كما قلت، فهي أحد أطياف الجمال، فماذا يشدنا إلى الأطفال الصغار إلا عفويتهم، والكلمة الصادقة العفوية أكبر تأثيراً من تلك المتكلفة، كذلك الابتسامة والضحكة وكل حركة تصدر عفو الخاطر كما يقال، وفي رأيي أن أبرز العلل الاجتماعية التي نعيشها حاليا هي التكلف حد الإسفاف والتصنع حد إضاعة المشية لقسم من المجتمع، فمن مزايا هذا الموسم العظيم ترويض النفوس والغرائز وتذكيرنا بأيام الله وجمال هذا الدين العظيم وقيمه السامية.
2 - احتدم الخلاف بين الفرنسيين والإنجليز على مناطق الصيد إثر خروج بريطانيا من السوق الأوروبية، ثم وصل إلى إيطاليا أيضا بعد تبادل الشتائم بينهم وبين الرئيس الفرنسي. العجيب ما تطرقت له مسؤولة في الحكومة الإيطالية عن استغلال فرنسا لبلدان إفريقية عبر نهب خيراتها مثل النيجر على سبيل المثال، حيث تشغل الأطفال في المناجم وتستخرج اليورانيوم اللازم لمفاعلاتها النووية، بينما معظم سكان النيجر بلا كهرباء. فهل بدأت أوروبا تذوق ما سقته دول (العالم الثالث) على مدى العقود السابقة؟ كل عام وأنتم بخير.