صيغة الشمري
بحسبة بسيطة لا تحتاج إلى مجهود لمعرفتها، يبلغ عدد النساء السعوديات في المملكة النصف تقريباً أي ما يقارب 10 ملايين أنثى، وهي نصف المجتمع التي وجدت مؤخرًا تمكينا غير مسبوق بفضل الله ثم دعم حكومتنا الرشيدة، حيث انطلقت تمارس حياتها بكل مثابرة لثبت أنها على قدر هذا التمكين وهذه الثقة، فبسرعة البرق تعلمت قيادة السيارة وأصبحت شوارعنا مليئة بالسيارات التي تقودها النساء دون أي مشاكل تذكر، ولكن عندما أرادت أن تهتم بصحتها وتلتحق بالأندية الصحية الرياضية وجدت عوائق عدة لعل أهمها ندرة هذه الأندية وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه يدعو للاستغراب مقارنة بأسعار أندية الرجال وعددها الكبير الذي لا يكاد يخلو أي حي من أحياء المدن السعودية من وجود ناد صحي رياضي، بنظرة سريعة للحدائق وأماكن المشي المفتوحة تجد النساء يشكلن الأغلبية العظمى لأنهن أحوج من الرجل للمحافظة على أوزانهن وقبل هذا للمحافظة على صحتهن كون صحة المرأة تؤثر بشكل مباشر في جنينها أو رضيعها، هناك تجاهل من قبل المستثمرين في مجال الأندية الصحية الرياضية لحاجة المرأة السعودية للرياضة مع أنها من جانب اقتصادي من المشاريع المربحة جدا خصوصا لتلك الشركات المتخصصة في هذا المجال التي تمتلك البنية التحتية لمثل هذه المشاريع ومن السهل عليها دون غيرها إنشاء أندية نسائية في كل أحياء المدن السعودية حتى دون دراسة جدوى كون المؤشرات واضحة جدا ولا تحتاج إلى دراسة أضف إلى ذلك الجانب الاجتماعي من ناحية كون المرأة السعودية بحاجة ماسة لأندية صحية تمارس فيها رياضتها لا سيما وأن السمنة في مجتمعنا سواء للرجال أو النساء بلغت حدا لا يمكن السكوت عنه مما تسبب في خسارة بلادنا لعشرات المليارات سنويا على أدوية السكر والضغط وغيرها من أدوية الأمراض الأخرى التي تسببها السمنة المفرطة، شح الأندية الصحية المخصصة للنساء من أهم المعوقات التي نصت عليها رؤية 2030 والتي تستهدف إلى الوصول لنسبة 40 % من الأشخاص الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية أسبوعيا، هذا الشح أسهم في زيادة نسبة عدد عدم الممارسات للرياضة في السعودية بنسبة 88.33 % مقابل 11.62 للممارسات، يجب أن يتجاوز حاجة المرأة السعودية للأندية الصحية الرياضية المسألة التجارية لأهداف أسمى لصالح وطن عظيم يخطو نحو تقديم نموذج يحتذى به، علينا أن نؤمن بشكل حقيقي أن المرأة نصف المجتمع في كل المجالات، دعم هذا المفهوم من أهمسباب نجاحنا كمجتمع حقيقي وعظيم.