يحتفي الوطن هذه الأيام بذكرى مرور 5 سنوات على إطلاق رؤية المملكة 2030 العظيمة، هذه الرؤية الطموحة التي احتوت كل الجوانب الاقتصادية والتنموية والإستراتيجية وحاضر الوطن ومستقبله. ومنذ تدشين الرؤية بما حوته من برامج ومبادرات ومستهدفات بالغة الأهمية، ووطننا المعطاء يخطو بثبات وتسارع نحو تحقيق الإنجازات التاريخية عاماً بعد آخر.
وقد كان لقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الأخير بمثابة الخطاب الجلي الذي وضع النقاط على الحروف، مبرزاً بالأرقام والشواهد الحية ما أحرزته الرؤية من إنجازات منقطعة النظير، فكانت الشفافية والوضوح والصراحة وروح القيادة حاضرة بقوة، حيث عكس سمو ولي العهد عمق القائد، وحنكة السياسي، وبعد نظر الإداري الاستراتيجي وصانع القرار، وما إلمام سموه بكافة التفاصيل وأدق الجوانب فيما يتعلق بمسيرة الرؤية إلا تأكيد واضح بأن بلادنا تسير ولله الحمد في الطريق الصحيح، ملبية لتطلعات وطموحات شعبها العظيم.
لقد تناول لقاء سمو ولي العهد جوانب حيوية فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي والتنموي منها ملف البطالة وما تحقق من انخفاض لنسبتها عما كانت عليه قبل إطلاق الرؤية، وكذلك ملف الإسكان ووصول نسبة تملك المواطنين للمساكن إلى 60 %، والمفاوضات الدائرة حول بيع 1% من شركة أرامكو لمستثمر أجنبي، وكذلك الدور المرتقب لصندوق الاستثمارات العامة في رفد الإنفاق الداخلي من عائداته الاستثمارية وضخ المزيد من رؤوس الأموال التي تكفل في النهاية تنويع مصادر الدخل بعيداً عن الاعتماد على مداخيل النفط أو الارتهان لها.
كما تناول سمو ولي العهد الجوانب الجيوسياسية ومنظور المملكة للكثير من القضايا المتعلقة بالإقليم وقيم الشراكة مع المجتمع الدولي ونهج المملكة الدائم في دعم الأمن والاستقرار الدوليين، وتعظيم المصالح المشتركة كأساس تنطلق منه العلاقات بين الدول.
نشعر كسعوديين بالفخر والاعتزاز بقيادتنا الحكيمة التي أولت شؤون حياتنا جل اهتمامها وحافظت على مصالح الوطن والمواطن، كما نقف إعجاباً وانبهاراً كما هي شعوب العالم بعبقرية سمو ولي العهد وقدرته الفائقة على قراءة المشهد الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي بعمق وحكمة ودراية لا يجاريها أحد. ونسأل الله تعالى أن يحفظ وطننا وقيادته وشعبه الكريم وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.
** **
محمد عبدالعزيز العجلان - رئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني