هايف بن سعود العتيبي
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة البقرة 274).
نتعايش في هذه الأيام في ظلال الشهر الكريم، شهر رمضان المبارك، شهر السخاء والرحمة، ولعل التكافل الاجتماعي يعتبر أوسع أبواب السخاء، فقد وصفه رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم بأبلغ صورة وبأنه يجعل من الأمة كياناً واحداً حيّاً.
وخلال هذا الشهر بدأت الجمعيات والمؤسسات الخيرية والأفراد باستغلال الفرص في رمضان بمد يد المساعدة للأسر المحتاجة وإطلاق الخدمات المجتمعية وإشهار المبادرات الخيرية الرائدة.
وطننا المملكة العربية السعودية كان ومازال وسيبقى رائداً في التكافل الاجتماعي، يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «أصبحت خاصية التكافل الاجتماعي متميزة في الوطن منذ بدايات توحيد أطراف الدولة السعودية على يد الملك عبدالعزيز- رحمه الله تعالى- وحتى هذا الوقت».
وانطلاقاً من قيادة هذا الوطن اتجاه كل محتاج فيه، قدّم ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تبرعاً سخياً بمبلغ 10 ملايين ريال للأعمال الخيرية وغير الربحية في منصة إحسان الوطنية للعمل الخيري.
إضافة إلى توجيهه بصرف 100 مليون ريال من نفقته الخاصة، وفق مسارين: الأول لدعم 29 جمعية خيرية بمبلغ 87 مليون ريال تُصرف خلال أيام، والثاني لسداد ديون أكثر من 150 سجيناً معسراً، ليتم إطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهاليهم.
السخاء والعطاء منهج راسخ في وطننا، فاليوم في ظل عدم قدرة الكثير من الدول والمؤسسات على القيام بمساعدة نفسها لكي تساعد الآخرين، يبرز وطننا كمثال مشرق في العمل الخيري والإنساني.
ولقد عُرف عن قيادة هذا الوطن وشعبه مساهماتهم الخيرية المستمرة التي تعد كالنهر الذي يتدفق ولا ينضب من العطاء المستمر، خصوصاً في أحلك الظروف وأصعبها.
نحن من دون أدنى شك، نحمد الله سبحانه وتعالى، على أننا في هذا الوطن المحب للخير والعطاء، فالظروف التي أوجبتها جائحة «كوفيد 19» اليوم لم تكن مانعاً في تقديم المساعدة، بل منحتنا المزيد من العطاء.