رمضان جريدي العنزي
أيها الشباب أقشعوا ستائر نوافذكم المغلقة لتروا النور، أنزلوا المعاول، وافتحوا بطن الأرض، احرثوها، وانثروا بين شقوقها حبوب القمح وبذور سمسم، ليجيء الخراج، ويكون البيدر، عليكم ترك الإغفاءة، وطرد خرافة اليأس والهامش والتمني والكسل، فالسماء لا تسقط على الكسالى كنزاً أو صندوقاً من ذهب، اسلكوا كل الطرق الممتعة والمهيأة، واسبروا أغوارها، بعدها حتماً سيكون الزرع قطوفه دانية، تدبروا شأنكم، بما تيسر من وعي، بسواعدكم يصبح جسد الأرض القاحلة طرياً، ليكن عندكم طموح يسلخ هيبة التردد، وخديعة الخوف، ليكن عندكم قدرة بائنة للعمل، كونوا مثخنين بالأمل لأنه عدو القنوط، انصبوا عيونكم نحو الغيمة المتهادية العالية، أفضوا إلى نفوسكم حديث التطلع، وكيف تعانقون خيوط السحاب، زحزحوا السهر والضنى والتعب حتى تفضون إلى طموحكم بعيداً عن التصحر والجدب، كونوا مدثرين بحب العمل، لا تكونوا نصف أحياء ونصف أموات، ابتعدوا عن الهراء والخواء، والتأويل وغواية الأسئلة، ولا تلتفتوا لدغدغة الشيطان، ولا حكايا إبليس، حولوا لياليكم الدكناء إلى ضياء، اجعلوا حكايتها مشاعة، ليصبح الناس يرددونها في المجالس، كونوا نشيطين ولا تتوكؤوا على عصا، اركلوا بأقدامكم الحجر، وافتحوا خزائن الأمل، لا يتيه رشدكم، ولا يزيغ بصركم، ولا يحني ظهوركم سياط الكلام، وموبقات الكلام، واصلوا تأثيث نص الحياة، املؤوا ثقوبها، واربطوا خيوطها، وزيدوا سلمها سلماً، لا تكونوا يائسين حيارى، ولا قابعين في زوايا التيه، اركضوا وراء الحلم، وتزملوا بالثقة والجلد، انفضوا عن أرواحكم اليأس والتراخي، وأزيحوا عن أجسادكم جلابيب القنوط، وانفروا في دروب الحياة بلا وهن، لتكتبوا نصوص حياتكم بحروف من ذهب، بعيداً عن التسويف والتيه والركود الطويل ومناجاة الغمام بصوت حسير ركيك.