تحل هذا اليوم ذكرى غالية علينا جميعاً وهي مرور أربعة أعوام على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد. ونحن نستذكر هذه المناسبة الغالية يشرّفنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله ورعاهما - بمناسبة هذه الذكرى المباركة.
وتأتي ذكرى تلك المناسبة الغالية هذا العام في سياق استمرار تداعيات التطورات الاستثنائية التي شهدها العالم أجمع، وألقت بظلالها على كل الدول والشعوب، وهي تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث ضربت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أروع الأمثلة في التعامل مع هذه التطورات التي أربكت العديد من الدول المتقدمة وهزت اقتصاداتها وأنظمتها المالية والصحية والاجتماعية، فكانت يقظة الجهات الرسمية حاضرة من خلال أوامر وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ما حفّز استنفار خطط المواجهة والسرعة الاستباقية التي تعاملت بها كافة الوزارات والإدارات والجهات المعنية التي تمخضت عن عدد من الإجراءات الاحترازية بغية تطويق انتشار الفيروس وحصره. كما كانت المملكة على اطلاع حثيث ومراقبة عن كثب للسباق العالمي نحو إيجاد لقاح فعّال وآمن لذلك الفيروس، فكانت من أوائل الدول التي حجزت كميات كبيرة من اللقاحات ذات الفعالية العالية والموثوقية الطبية والعلمية، واستوردتها وأتاحتها لعموم المواطنين والمقيمين بحسب الأولوية التي يمليها الوضع الصحي لكل شخص بعدالة وشفافية مطلقة ساهم في تنفيذها التطبيقات الفعَّالة مثل تطبيق توكلنا وتطبيق صحتي.
كما تأتي ذكرى البيعة لهذا العام في أعقاب نجاح رئاسة المملكة لمجموعة العشرين والنتائج المبهرة لعام من الجهد والعمل الدؤوب كترجمة لما أعدته المملكة لهذا الاستحقاق من برامج وخطط تؤكد جدارة المملكة بمنصب الرئاسة.
ويستمر تزامن هذه الذكرى المباركة مع مزيد من النجاحات والمبادرات اللافتة، ومن أبرزها برنامج استثمارات الشركات الكبرى (شريك)، الذي يؤسس لعلاقة ذات مفهوم جديد من الشراكة مع القطاع الخاص بما ينعكس على المستوى الوطني بنتائج تمكن إستراتيجية التحول الوطني وتدعم تسريع نمو فرص الأعمال في إطار النمو المستدام لاقتصاد المملكة وجعله مرناً ومتنوّعاً. بالإضافة إلى مبادرات (السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر) التي أعلن عنها مؤخراً سمو ولي العهد وناقشها مع معظم زعماء دول منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤكد توجه المملكة لمكافحة التغيّر المناخي حماية للطبيعة والأرض، واستشعاراً لدور المملكة ومسؤوليتها كأحد أهم منتجي النفط في العالم.
إن الأعوام القليلة الماضية شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة ونهجاً لا يحده سقف من طموح ولا يعترف بالمستحيل، فهي مسيرة حافلة بإنجازات عملاقة تفوق معيار الزمن وتكسر كافة وحدات القياس على كافة الأصعدة؛ فما تم إنجازه بأربعة أعوام يفوق التصور والتخطيط وإمكانات التنفيذ بعقود من الزمن. وقد لمسنا ذلك على أكثر من صعيد يصعب حصره والإحاطة به في هذا المقام. ولا يسعنا إلا أن نفخر ونثمّن تلك الجهود المباركةن سائلين الله جلت قدرته أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يمدهم بعونه وتوفيقه، وأن يسددهم على طرق الخير والإصلاح والنماء، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
** **
- خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم