ميسون أبو بكر
من فترة إعلان برامج رؤية المملكة 2030 قبل خمس سنوات وبزوغ فجرها والسكاكين كثرت والأبواق علت والمزيفون للواقع نهمت أفواههم كالبوم، ومن بعد أن نهضت المملكة بمشاريعها بخطى سريعة للمستقبل، والكارهون الحاسدون جفاهم النوم وتربص بهم القلق وطفقوا يكيلون حقدهم ويثيرون الجدل، وتنهمر اتهاماتهم للمملكة دون وجه حق ويتربصون بأميرها الشاب عرَّاب الرؤية الذي أخافتهم جسارته وعزمه وتصميمه وشغفه، وأصبحوا يناقضون أنفسهم فبعد أن اتهموا المملكة بالانغلاق والتضييق على النساء وعدم السماح لهن بالقيادة وعدم وجود دور سينما وغيرها؛ هم اليوم ينتقدون الانفتاح ووجود الترفيه ودور السينما وتمكين المرأة بحجج مختلفة تذرّعوا بها وبالدين الذي يسهل من خلاله إثارة حفيظة ضعفاء العقول والنفوس.
في لقاء المديفر على روتانا خليجية بسمو الأمير محمد بمناسبة مرور خمسة أعوام على الرؤية جاء القول الفصل، حيث أوضح سمو الأمير أن نهج المملكة هو القرآن، حين قال جملة وتفصيلاً «بإن الله لم يضع بينه وبين الناس حجاباً والشيخ محمد بن عبد الوهاب لو خرج من قبره ووجدنا نلتزم بنصوصه ونغلق عقولنا للاجتهاد ونؤلهه أو نضخمه لعارض هذا الشيء فلا توجد مدرسة ثابتة ولا يوجد شخص ثابت.. القرآن والاجتهاد مستمران فيه وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والاجتهاد مستمران فيه وكل فتاوى حسب كل زمان ومكان وكل فهم».
وقد تناول الأمير محمد في اللقاء - الذي لم يتابعه ويحرص عليه السعوديون فقط بل من كل أنحاء العالم - أبرز ما حققته برامج ومشروعات رؤية المملكة 2030 خلال الأعوام الخمسة الماضية، تلك المشروعات المبهرة التي شملت جوانب الحياة كافة والتي اعتنت بالبيئة وتفاعلت الدول الشقيقة والصديقة معها.
الشعب السعودي له نصيب البطل في ذلك اللقاء بدءاً من المقدم المتمكن عبد الله المديفر الذي كلَّله ولي العهد بشهادة تفيه حقه، إلى شعب طويق العظيم الذين قال عنهم الأمير محمد إنهم أعظم ما تملكه السعودية، ثم قال إن الشعب السعودي بطل لا يخاف، ولا غرابة وهو الذي يسير بمركب الرؤية بشجاعة وبلا كلل أو تقاعس ويرابط على الحدود لحماية أرضه وعرضه ببطولة وبسالة.
الأمير الشاب رجل وضع شعبه أمام عينيه وفي قلبه وسار أمامهم للمستقبل بخطى واعدة وواثقة، فأسكنوه شغاف قلوبهم وتغنوا بكل كلمة يقولها وعشقوا أنفاسه وتصرفاته وكل حركة له؛ من الصعب أن يغيِّر قناعاتهم عدو أو يقنعهم حاسد وفاسد، لذلك كانوا رصاصة بوجه كل مترصد وأفشلوا خطط أعدائهم وأعداء وطنهم.
محمد بن سلمان هو نموذج البطل الذي افتقده عالمنا العربي منذ زمن الأبطال الذين خلدهم التاريخ، وهو اليوم نموذج ليس للشباب السعودي فحسب بل لكل الأنقياء الذين يجدون فيه أملاً لأمة وإن كره الكارهون.