البحث والتفيش والتقاط اللحظات التي تمر على شخصٍ ما في ظرف سيء ومحبة الشر للغير وجمع معلومات وتتبع أسرار وتعقب الأشخاص لأجل فضحهم أو ابتزازهم ما هو إلا خبث صنيع وفعل قبيح وتصرف هادم للأخلاق والقيم الإسلامية ودائرة حمراء يعاقب عليها القانون ويحاسب عليها الشخص وحيدًا غدًا أمام الله، ولكن للأسف ما زال هناك طائفة تحب الشر وتهتم بالبشر أكثر من الاهتمام بنفسها ومع كامل الأسف وكانت أصدق الخسارة أنهم مسلمون في عقيدتهم ومتجردون من حس الإنسانية وفارغون من آداب الشريعة حيث حثنا ديننا الحنيف وأوصانا بالمحبة ونشر الخير وغرس المبادئ والقيم الفاضلة والكريمة، وجعل النفس البشرية لها كل الأولوية وغرس بداخلنا الصفح والود والتسامح والاعتذار وغض النظر والستر وحتى المحبة فيما بيننا أوصلها لمرحلة الإيمان المستحب وزرع غرسة الخير في داخل الشخص نفسه، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)، ما زال الصراع الشرس قائماً بين الخير والشر ونعلم من هم أصحاب الخير ومن هم أصحاب الشر.
من السيء اختيار لحظات يكون الآخرون بها في أسوأ حال حتى يتغلبوا عليهم في مصابهم، لأن هذه الفئة لا تتجرأ على المواجهة وتفتقد الهوية الإنسانية الفاضلة وليس من قيم المسلم الصحيحة تتبع مصاب الآخرين واختيار أوقات تكون حالتهم بها سيئة جدًا حتى يشعرون هم بقيمة انتصارهم ولذة فرحتهم وكيف وجدوا من ضعفهم هزيمة لهم وانتصارا عليهم، هذا ليس إلا انعدام للقيم والأخلاق وهم فئة تحب ضعف من حولها يظهر لكي تشعر بقوتها وكيف أنها أفضل منهم، هنا السؤال هل هم موجودون بالفعل؟! نعم موجودون ويعيشون حولنا وقد لا نراهم إلا في مواقفنا الصعبة يتضح ويظهر كل شيء لنا، قد يكونوا قلة قليلة لكن نحن جميعًا سنعاني منهم ونرى ردة فعلهم وطريقة أسلوبهم وحتى نظرات أعينهم والله أعلم بحالهم، لا تودع سرك عند أحد لأنه قد يختار لحظة يكون هو سلاحه الموجة أمامك وينقلب الحال عليك ولا تستصغر كل كلمة تتحدث بها أو ردة فعل عند أحداهما ولا تظهر ضعفك عند البشر بل دائمًا دع ضعفك أمام الله لأنه فقط الذي لا يكشف ضعفك بل يجعل منه قوة لك وراحة تستشعرها في كل مرة تعود إليه، الأحداث كثيرة والأمور التي تراها أمان لك قد تكون عكس ذلك غدًا، اهتم لذاتك وفكر بنفسك وعش لحظة يومك، لا تقلق من المصاب بل هو رفعة لك وموقف تستعيد به قوتك، وعليك تجاهل تلك الفئة واحذر منهم بقدر المستطاع، وجه ضعفك أمام الله فقط وتجاهلهم يكون بحسن التعامل وليس بسرد ما بداخلك وإظهار قلة حيلتك أمامهم، لذا اختار مَن البشر من يقف معك في الضراء قبل السراء وفي المرض قبل الصحة وفي الكرب قبل الفرج، ابتسم فكتبت لك كل ذلك لكي تعلم قيمة الخير كيف يمكن إليك أن يصل؟