شوقية بنت محمد الأنصاري
بين ضيف ملهم عظيم، ومحاور إعلامي فطن كريم، تبرمجت ساعات العالم عند توقيت 11 من مساء يوم الثلاثاء 15 رمضان 1442هـ الموافق 27 ابريل 2021م، فعاش الجمهور قرابة الساعتين حكاية تاريخية، ركائز بطولتها عظماء بسلطتهم العادلة الإنسانية، وقيادتهم المحنكة الاستثنائية، أسّسوا للمجد رجالاً أوفياء، على مسرح الواقع صاغوا رؤية السعودية، لتتمثل أمام جمهور الساحة الداخلية والخارجية، بمظاهر الحقيقة التي ارتكزت على قول صادق مخلص، بفعل قوي أمين، لتبدأ ساعة الحوار على غير سابق عهدها، بترحيب الضيف بالمضيف، ولغة التواضع ترتسم بالمشهد برفعة ووقار وجمال، لتأسر قلوب الجمهور، وردة فعلهم في اقتباس كل قول وفعل ظاهر أمامهم من شخصية ارتسمت فيها معالم القدوة لهم، هنا تتشكل أمامي نظرية (جمالية التلقي) بأبعاد نقدية وفلسفية وفكرية، فهذه النظرية لم تقم من فراغ، بل استمدت أصولها من فلسفة للظاهر، فإذا بالمحاور يشارك الجمهور أفكاره وتساؤلاته، لتأتي أسئلته من عمق إشراك واسع وفعلي لرأي المجتمع وانفتاحه عليه؛ فبعث رسائلهم للضيف (ولي العهد - حفظه الله) ورسمت جماليات فكرهم الواعي والنافذ كشريك محاور، وقارئ للمشهد الحضاري الوطني ورؤيته المستقبلية، فهذا هو المواطن الحاضر بواقعية ومثالية ومعرفة وخبرة نموذجية، أيّاً كان موقعه بقوة أفعاله كان محورًا من مراحل إنجازات الرؤية، يصطحبه الضيف (ولي العهد - حفظه الله) في رسم كل الاستراتيجيات (أمر المواطن يهمني) لأنه عمود في بناء الرؤية الوطنية ذات الطابع الشمولي، لجميع مشاهد مسرحنا السعودي بنفوذه القوي، ويحلّ ضيفنا (صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله) البطل في كتاب (الرؤية السعودية2030) ليضع للمحاوِر والجمهور (المتلقي) كل أبجديات الإبداع، من الصدق في القول المدعم بالمعرفة والتجارب الواسعة، وهذا هو سرّ الإلهام الذي تشكل في فلسفة ضيفنا (ولي العهد) الذي حرك الهمم بمقولة ما باتت سيدة المشهد الاستثنائي (شغف)، حيث ارتقت بمنطق الجمهور وصيرورة الإبداع متبادلة بينهم، لتحرّك أقوال قدوتنا (محمد بن سلمان - حفظه الله) شغفنا نحو حراك يتجدد بلغة ذات علاقة تفاعلية، تزداد درجة جمالها وقوتها المقنعة المثيرة للدهشة بصوت الحوار الرقمي المتصاعد قياسياً ورسمياً وعالمياً، وللعلياء شامخاً بالسعودية العظمى، ليبثّ للجمهور وللمحاور (المتلقي) فنوناً خيالياً وطاقة متجددة تشعّ نوراً للمستقل، وتظلّ بظلال الأمان والخير على المواطن والمقيم، وكل من بادر للديار مستثمرا، ليجد الجمهور من هذا القول الصريح من (ولي العهد - حفظه الله) خطوط الهوية المستقبلية، فيعيش تحت سلطة وعيه الفكري المتناغم مع حياته وذوقه الإنساني. وكلما قلت اكتملت نظرية (جمالية المتلقي) تفجرت ينابيع البيان طاقة من أقوال (ولي العهد - حفظه الله) الإبداعية الخلاقة، وتتلقاها طاقة المتلقي (الجمهور) وفاعليته الحس الوطني. لتتفجر مواقع التواصل والصحف والمنابر بكل ما يحمله فكرهم وشعورهم لترجمان انسجامهم مع هذا المشهد البطولي التاريخي لقائد نفذ بكل حروفه وأرقامه، بكل أساليبه وإقناعه، بكل مشاعره تجاه إخوانه، بكل مقاييس ذكائه، ليصل صوته بلغة محنكة وثّابة، استثنائية جذابة، صادقة شفّافة، لأجعلها لي شخصياً نبراساً آخر للغة التغيير المدهشة الحاسمة، تتجلى في مفردات بطل كتاب الرؤية السعودية المؤلف (محمد بن سلمان آل سعود - حفظه الله) معالم التأثير القيادي الاستثنائي نحو عالم التغيير واستراتيجياته السريعة التحولية، والتي جاءت مهندسة بالزمن والوقت ليؤكد ضيفنا (ولي العهد) أن التغيير حقيقة واقعية وثابتة بلا جدل، لا يخلو من أي قانون وأي زمان ومكان يتواجد به البشر، هو سنة كونية ومقادير ربانية لا يتحكّم بها سوى الإله المقتدر. فكانت كلمة (الشباب) حاضرة ليرسلها عبر نبرات تنبيه واقتناص واستثمار في القرن الواحد والعشرين، وهنا تكمن معالم الحرص وتمثيل القدوة من سموه الكريم، حيث أصبح التغيير وكيفية التحكم بمفاتيح نجاحه من أهم الأمور التي تشغل الفكر القيادي والإداري، وازداد ظهوره مع كلمة جمعتهما تفعيلة صوتية واحدة ألا وهي التطوير، لمواصلة منهجية تنفيذ الرؤية، بإتقان لغة التغيير التي تتطلب أسلوباً فريداً، فعالاً مبدعا، ليصل للتطوير والتحويل المنشود وفق المعايير والمقارنات المحوسبة، وهو ما أشار له قائدنا وضيفنا (ولي العهد - حفظه الله) من عملية التوجّه لاستثمار القادة (لا نخاف) في حين ما زال الكثير يرفض نقطة التحوّل المرتبطة به، ليبدأ بتجربة جديدة تنقله من عالم الروتين المتكرر لتجديد متنوع ومبهر، ومن ثم يخرج من دائرة خوفه وتجده في نهاية الأمر يخضع لقوانين التغيير ويحاكي الجمع من حوله ويتخاطب بلغتهم، كي لا يغترب بعدهم؛ فإدارة التغيير تكمن أهميتها في تحويل وجهات تفكير البشر نحو التجديد والشغف لخوض التجارب والخبرة والمنفعة. إنهالبداية الجادة والقرارات الصارمة التي ذكرها (ولي العهد) فالنقطة الحاسمة بين استراتيجية التغيير المدروسة وتنفيذها الفعلي تعتمد على ثقافة القيادة السائدة في المؤسسة أو الشركة والمجتمع بأسره. ولعل القوة الخطابية التي بعثها (ولي العهد) في مفردة (الشغف) كفيلة في أن ترسم بدايات للتغيير، ليبدأ الصراع بين الفكر والروح، وننطلق بقيم الإخلاص والتوكل والأخذ بالأسباب، ونرجو ونطمع في المزيد من مكرمات ربنا؛ فالكفاح يروينا سعادة تفوق قدرتنا على الإنجاز، وهذا سرّ النقطة الحاسمة في حياة القادة.
فالقوة المؤثرة في إدارة التغيير بحياة الفرد تبدأ عندما يشعر بالخطر تجاه ما يهدد دوره واستعداداته، حلت بالعالم جائحة كورونا وخلقت معها الأزمات، مضت أيام الدهر على عجل، لتشعر الأمم أن أمر شعوبها وأوطانها بدا في زلل وخلل، وتجتمع قاداتها في قمة عشرينية، بقيادة ريادية سعودية، فيتجدد برجالها الأمل وتشتدّ بنواصيهم المواثيق والتواصل والحجج، وهذا ما جعلني أتابع بشغف وفخر لأرى جهود السعودية تتواصل بقراراتها الحازمة وقَوّتها العازمة في محاكاة المتغيرات الخارجية. ولا شك أن النقطة الحاسمة هنا في البيئة وبما تشمله من تنمية سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وايدولوجية بعلاقات تؤثر إيجابياً أوسلبياً وتخلق مناخاً يتسم بالثقة المتبادلة وينعكس على فاعليتها في مختلف البيئات وقدرتها على التأثير، وإحداث بصمة تغيير إيجابية قوية، كقرار ضيفنا (ولي العهد) عندما جعلها حديث مشهدنا المسرحي الطبيعي في العالم العربي بلغة رقمية قوية (عشرة ملايين شجرة).
حلّ (ولي العهد) بالقلوب ضيفا قبل أن تعرضه الشاشات والقنوات العالمية، وترك أنموذجاً قيادياً سبّاقاً في تحمل مسؤولية التغيير المرغوب، وترك قدوة وبصمة قيادية تتطلب من الجميع التفكير الموسّع نحو النقطة الحاسمة، والتخلص من مظاهر الأداء الشخصي، والتحرك نحو خوض التطوير برؤية محنكة خلّاقة، وبتجربة صحيحة تحقّق التغيير المنشود في أنفسهم وبلدانهم، وفي مؤسساتهم، ومجتمعاتهم بقرار حاسم موزون، وحوار حضاري بالإنسانية موسوم.
أما اليوم في ظل التوترات السياسية العالمية فقد تجاوزت النقطة الحاسمة في التغيير والتطوير لدى (ولي العهد) كل مقاييس النظريات، ولم نجد لها ترجمانا بين المؤلفات سوى في الرؤية السعودية، عنوان المجد والحضارة، والتي لاحت تفاصيلها في الآفاق وأصبحت منهاجاً ومقياساً تسير عليها المنظمات والمؤسسات الدولية، وأبرزت التنافسية القيادية التي ألهمت العالم بشعوبه وقادته وأوطانه لتسير على خطى هذا الإلهام الإنساني من (ولي العهد) السعودي- حفظه الله-، وحواره الشامل المتكامل الاستراتيجيات اللازمة للنقطة الحاسمة (الشغف) (نفوذنا) (الشباب) (لن نتردد في التعامل مع المصالح المشتركة) (فخور بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير) (مجانية التعليم والصحة منهاج حياة) (تحول النقاش من التغيير الذي نريده من الدولة إلى التغيير الذي نصنعه جميعا) عبارات رنانة ملهمة صنعت بداخلنا الفخر والعزة، وتأصلت بهمّتنا عناصر الحزم والقوة، وانطلقت بطموحاتنا نحو الصبر والشدة، وهي ثقافتنا الوطنية المدروسة المنظومة، لتستمر السيادة، والقوة والريادة والإلهام في صناعة القادة.
إن النقطة الحاسمة اليوم أصبحت تمثّل بصمة فارقة أكدها (ولي العهد) من ديننا الإسلامي منبثقة، وبشريعتنا السمحة العادلة متمسكة، ولا يتقن زمامها إلا عباقرة خصهم الله للمنفعة البشرية، عظماء في لغة العطاء، وبهمة تفوق الجبال وتمتد على الرمال وتغوص بمحيط الآمال، لنمحو الخوف من خارطتنا، ونحدد مواقعنا من النقطة الحاسمة في ذاتنا ومجتمعاتنا، فمن غير قوة إيمانية، وجودة مهارية قيادية، بروح إبداعية، سنفقد نقاط التغيير، ونتيه بلا إنجاز ومصير.