عبدالله العمري
يعيش نادي الهلال في هذا الموسم واحداً من أسوأ مواسمه الرياضية عبر تاريخه الطويل المليء بالإنجازات والمرصع بالذهب والتي سطرتها أجيال ذهبية كثيرة تعاقبت على تمثيله واللعب لزعيم أندية آسيا وسيدها.
فالهلال منذ أن حقق لقب دوري أبطال آسيا قبل موسمين تقريباً ومستواه الفني يشهد تراجعاً كبيراً جداً وهو أمر طبيعي في عالم المستديرة ويحدث لمعظم فرق العالم، فمن الصعوبة أن يستمر الفريق على نفس وتيرة التوهج والقوة في الأداء لعدة مواسم والشواهد على ذلك كثيرة جداً.
التراجع الفني لمستوى الهلال كان واضحاً في مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وتلقى الفريق خسائر مفاجئة من أندية ضمك والوحدة وهي التي تصارع على الهبوط وتعيش أوضاعاً فنية سيئة جداً، وحتى مع الانتصارات التي حققها الهلال في بعض مباريات الدوري وجعلته يتربع على الصدارة مقاسمة مع الشباب إلا أن مستواه لم يكن مرضياً ومقنعاً لعشاقه أبداً وواضح أن الفريق يسير بالبركة..!!
السوء الفني الذي يعيشه الهلال حالياً استمر حتى في دوري المجموعات بدوري أبطال آسيا الذي استضاف الهلال مجموعته للعب بالرياض والتي تأهل منها بدعاء الوالدين ليس أكثر رغم أنه في آخر مباراة أمام شباب أهلي دبي كان يلعب بفرصتي الفوز أو التعادل..؟
وجاء التأهل للمرحلة المقبلة من دوري أبطال آسيا بعد تعادل الأهلي السعودي والدحيل القطري، ليتأهل الهلال كثاني أفضل فريق بدوري المجموعات.
المستوى الفني الباهت جداً الذي قدمه لاعبو الهلال في دوري أبطال آسيا جعل الإدارة الهلالية تدرك فعلاً أن فريقها يعيش مأزق فني حقيقي وكان واضحاً لأصغر مشجع هلالي.
إدارة الهلال برئاسة الخلوق والجنتلمان فهد بن نافل لم تحسن التعامل مع تدهور نتائج الفريق في دوري الأمير محمد بن سلمان بالشكل الصحيح، وكان أول القرارات الخاطئة جداً هي إلغاء عقد مدرب الفريق الروماني رازفان الذي اعتقد أنه واحد من أفضل المدربين الذين مروا على تاريخ الهلال وحقق مع الفريق إنجازات لا تنسى.
فمشكلة الهلال وتراجعه الفني لم يكن سببه المدرب، نعم ربما هو يتحمل جزءاً من المشكلة ولكن ليس كلها، فمشكلة الهلال الكبرى تتلخص في تراجع مستويات كثير من لاعبيه المحليين وعدم إحساسهم بالمسؤولية واستشعار الوضع السيء الذي يعيشه فريقهم، كما أن أجانب الهلال ليسوا في مستوى الطموحات باستثناء الثنائي كاريو والكوري هيون.
الحلول الوقتية التي تنتهجها الإدارة الهلالية لن تجدي مع وضع الهلال الحالي، فالفريق يحتاج لغربلة كبيرة على مستوى لاعبيه المحليين مع ضرورة البحث عن حارس بارز في ظل تراجع قدرات الحارس الحالي عبدالله المعيوف.
وكذلك ضرورة التعاقد مع لاعبين أجانب مميزين قادرين على صنع الفارق داخل الهلال، كما أن الأجهزة الإدارية بالفريق الأول بحاجة لغربلة كبيرة.