فيروس (كورونا) نقاط ضعفنا وانقساماتنا، بها صرخ قادة القارة العجوز وزعماء أكثر من 20 دولة بالاشتراك مع رئيس المجلس الأوروبي (شارل ميشال) والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية (غيبريسوس)، آملين في الالتزام الدولي الجماعي المُتجدد كخطوة مُهمة لتعزيز الاستعداد للجوائح على أعلى مستوى سياسي، لمواجهة الأزمات الصحية في المستقبل، وضرورة وضع «معاهدة دولية بشأن الجوائح» نادى بها (غيبريسوس)، والتي قد تستند إلى «اللوائح الصحية الدولية»، الأداة القانونية الدولية التي أقرت في 2005 بهدف تحقيق الأمن الصحي العالمي.. حيث وقع على مقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (غيبريسوس)، قادة 23 دولة موزعة على القارات الخمس، في مقدمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورؤساء كوريا الجنوبية مون جاي وجنوب إفريقيا سيريل رامافوزا وإندونيسيا جوكو ويدودو وتشيلي سيباستيان بينيرا.. قائلين: «نلتزم ضمان وصول شامل وعادل إلى لقاحات وأدوية ووسائل تشخيص آمنة وفعالة وميسورة التكلفة لهذه الجائحة ولسائر الجوائح التي ستليها. التطعيم هو منفعة عامة عالمية»..
إن تعزيز القدرة على مواجهة الجوائح فرض توطيد التعاون الدولي بقوة لكي تتحسن على سبيل المثال أنظمة الإنذار، وتشاطر المعلومات، والبحوث، وكذلك إنتاج وتوزيع اللقاحات والأدوية ومنتجات التشخيص ومعدات الحماية، تعزيزاً للشفافية والتعاون داخل النظام الدولي، ضرورة استقاء العبر» من جائحة «كورونا» والعمل مع المجتمع المدني والقطاع الخاص. وهي مهمة ستستغرق وقتاً طويلاً وستتطلب التزاماً دولياً ثابتاً على مدى سنوات عديدة بل ستحتاج إلى قيادة عالمية تحت لواء الإنسانية التي نجحت فيها المملكة وصارت ريادية بها.
ستكون هناك جوائح أخرى وحالات طوارئ صحية أخرى واسعة النطاق. لا يمكن لأي حكومة أو منظمة متعددة الأطراف أن تواجه هذا التهديد بمفردها، فليستيقظ العالم تاركين خلافاتهم وأنانياتهم ومصالحهم الخاصة لتقاسم المسؤوليات، واضعين نُصب أعينهم العالم الثالث الفقير، عاملين على تحسين مراقبة ظهور الأمراض الحيوانية المعدية، وفي مقدمتهم دول لم توافق على التوقيع من قادة الدول الأعضاء الرئيسية في مجموعة العشرين (الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والهند والبرازيل).