م. خالد إبراهيم الحجي
القادة ذوي الرؤية، في كثير من الأحيان، يرون ما لا يراه أي شخص آخر، ولديهم القدرة على إيجاد الإمكانات واغتنام الفرص في وقت التغيير. والرؤية التي أنشأها وأسسها ولي العهد، تعكس قدرته الفذة على رؤية العالم بشكل مختلف؛ رؤية ما هو غير موجود أو ما هو غير موجود حتى الآن.. والرؤية العظيمة لا معنى لها إذا لم يتبعها العمل؛ لذلك أدرك ولي العهد أنه يجب على الفرد والمجتمع وحتى الحكومة بأكملها أن تتماشى مع الرؤية، وما تنطوي عليها من أهداف مستقبلية محددة بقيم رقمية، ومدد تنفيذية محددة بجداول زمنية مستهدفة. وأن يكون لديهم فهم واضح للدور الذي يجب أن يؤدوه؛ لجعل هذه الرؤية، عن المستقبل، حقيقة ملموسة على أرض الواقع، يتم تنفيذ مشاريعها وبرامجها بعناية فائقة تحت سمع وبصر ولي العهد، ويتم إنجازها وفق خطط مدروسة دون حدوث انحرافات كبيرة عما خُطط له سلفاً، أو حدوث تأخير ملحوظ في نسب الإنجاز بغير علم ولي العهد.. وخلال اللقاء التلفزيوني مع ولي العهد الذي أجراه معه الإعلامي القدير عبدالله المديفر يوم الثلاثاء 29 أبريل 2021 بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق الرؤية في عام 2015، رأينا سمات الموازنة بين الذوق الرفيع والكاريزما، المرتبطين بأسلوب ولي العهد في القيادة البصيرة من خلال الحضور الذهني، والتركيز اللافت للنظر، والصراحة والشفافية في الإجابات على الأسئلة المطروحة، واطّلاعه عن قرب، وبشكل مباشر على تنفيذ مشاريع وبرامج الرؤية. وقد برهن اللقاء المتلفز على قدرة ولي العهد الفذة على سرد الأرقام التي تعزز إجاباته، وأثبت إلمامه ومعرفته بنسب الإنجاز المحققة فعلياً التي قال بأنها اقتربت من النسب المخطط لها في عام 2020. والمضي قُدماً على هذا المعدل من الإنجاز، يتوقع ولي العهد أن تتحقق مستهدفات الرؤية في موعد أقصاه 2030.. وهذا الانضباط الفائق في سير العمل، يعود إلى استخدام «طريقة التصحيح الحرج» في تنفيذ مشاريع وبرامج الرؤية وفق التسلسل التالي: «أولاً: تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها. ثانيا: تحديد المدة الزمنية اللازمة لتحقيق الأهداف. ثالثاً: وضع الخطة المناسبة لتنفيذ العمل لتحقيق الأهداف في مواعيدها المحددة. رابعاً: قياس مقدار التباين والانحراف بين المنفذ الفعلي إلى المخطط له» وهذه الطريقة المنهجية تستحق التقليد والمحاكاة من قبل القادة العاملين في قطاعات الدولة المختلفة، الذين يحتاجون إلى صقل مواهبهم القياديةوتهذيب مهاراتهم الإدارية.. وفي سياق الجواب على سؤال المديفر عن أسباب النجاح، لم يتردد ولي العهد في تقييد أسباب النجاح لحساب المواطن ونسبته إليه؛ وقال بالحرف الواحد «إن المواطن السعودي أعظم شيء تملكه السعودية للنجاح، وأنه بدون المواطن لا نستطيع أن نحقق أي شيء من الذي حققناه» وهذا الجواب المتقن من ولي العهد يعكس حبه للمواطنين، واهتمامه بهم. وعندما نضع هذا الجواب في إطار الرؤية؛ فإنه يعبر عن نظرة ولي العهد، للفترة العمرية لجيل كامل؛ لأن المواطن هو أحد الركائز الثلاث التي يتكون منها الرأسمال البشري وهي: (1): الصحة والتعليم، (2) القوى العاملة. (3): بيئة العمل المواتية للتكنولوجيا؛ ولكن جميع هذه الركائز الثلاث هي، في الواقع، برامج رئيسية ذات مستهدفات محددة في الرؤية 2030.. واهتمام ولي العهد بالمواطن نابع من معرفته أين تقف المملكة اليوم من العالم الذي يعاني من ندرة المواهب المتخصصة، على الرغم من ارتفاع معدلات البطالة في أجزاء كثيرة منه؛ لذلك اشتملت الرؤية التي أنشأها وأسسها ولي العهد، وأبدع فيها بوجه خاص في تنمية القدرات البشرية التي تواكب مستجدات العصر الحديث، ومتطلباته؛ لتتواءم مع احتياجات التنمية وسوق العمل المحلي والعالمي المتسارعة، والمتجددة، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة..
الخلاصة:
إن عنان السماء ليس الحد الأقصى لولي العهد، وإنما مجرد البداية.