علي الخزيم
تصاعُد وارتفاع أرقام تبرعات المجتمع السعودي الأبي عبر منصات التبرع لا سيما خلال شهر رمضان المبارك للمحتاجين والمُعسرين والأرامل والأيتام؛ لم تكن لتُبْهر الشعب السعودي الذي ورث الإيثار والتعاضد والتكاتف الأُسري من جذوره الأولى التي أنار الإسلام طريقها وتربَّت أجيالها على البذل وحب الخير، والحقيقة أن هذه الخصال الراقية لم تكن غائبة عن المجتمع العربي قبل الإسلام إنما جاء النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ليُتمِّم هذه المكارم الأخلاقية والسجايا الحميدة وليُكرِّسها على أسس متينة من التقوى والعدل والمعروف للأقربين ومن حولهم وبعدهم، دون تفريق بالنظر للعرق واللون والمذهب؛ فالمحتاج للعون يجد ما يكفيه سواء من ولي الأمر حسب المعايير المَرعيَّة، أو من المجتمع المتماسك المتعاطف لا فرق بين صغيره وكبيره بمجال البر والإحسان والتعامل بالمعروف.
وكما كانت الإشادة بإنجازات سعودية شاهدها العالم عبر الفضاء برمضان؛ جاءت الإشادات الطَّيبة من فئات عربية شقيقة وصديقة عبر العالم بما يتم هنا بمملكة العز والعزم والإنسانية من مبادرات وتضحيات بمجالات العمل الخيري الإنساني، وبما لفت أنظارهم من أرقام عالية للتبرعات خلال رمضان المبارك، وما زادهم دهشةً وإعجاباً هو تزامن هذه المبادرات المجتمعية الأهلية مع مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتقديم معونة رمضان للمُسجَلين بنظام الضمان الاجتماعي بما يقارب ملياري ريال سعودي، ثم تتويج هذه المكرمات بتبرعه وسمو ولي عهده - أيَّدهما الله - عبر المنصات الخيرية لصالح البرامج الإنسانية المُعلنة، وحين تكون مثل هذه المبادرات أمام كاميرات الإعلام فليس للتباهي واستجلاب المديح؛ إنما للإشهار والقدوة الحسنة وحث مُحبي الخير لتقديم ما تجود به أيديهم عبر الموقع الإلكتروني المحدد لهذا الغرض، وأبرزته القنوات الفضائية في بداياته للعلم به ليس إلَّا! ولا يباشر الشعب السعودي مثل هذه المبادرات - ما أُعلن منها وما لم يعلن - إلَّا كجزء ممَّا ورثه من مكارم الأجداد ونشأ عليه.
ولم يَنْسَ شعب مملكة الحزم والعزم وهو يُعزِّز مضامين التعاليم الإسلامية بالتكاتف الاجتماعي الداخلي؛ لم يَنْس الدعم السخي للأشقاء والأصدقاء عبر قنوات متعددة ومع كل جائحة وأزمة أو كارثة، شأنه بذلك شأن الجهات الرسمية بتوجيهات القيادة السعودية الرشيدة الساعية دوماً لتقديم المعونات والدعم المادي والعيني والمعنوي لكل الأشقاء والأصدقاء، وللمحتاجين إثر تعرضهم لأزمات أو نكبات طبيعية عارضة كالزلازل والفيضانات، كما هو الحال حين اهتزاز اقتصاد أي دولة شقيقة تجد المملكة خير عضيد ومُعين لها دون مِنَّة وأذى، وحين لا تنتظر المملكة رد الجميل على مبادراتها تجاه الأشقاء بالإشادة وعبارات الثناء عبر الإعلام والقنوات الرسمية؛ فإنها باتت تأمل كف الأذى من بعض الأبواق المُغرضة المدفوعة من جهات ذات أجندات غير نزيهة تريد الإساءة بأي طريقة للمملكة وقيادتها وشعبها، فمن المؤسف أن تقابل المعونات المليارية السعودية بتهريب المخدرات لأراضينا، والمجاهرة بالسب والشتم من قيادات شقيقة علناً أمام الملأ لتنال من قيادتنا وبلادنا بكل المستويات، ومع ذلك فالقيادة والشعب السعودي أكبر من أن يندم على خير قدمه، والعاقبة للمتقين.