د.شيخة بنت محمد الحنتوشي
حين يتحدث الكبار ويكون من العظماء حينها العالم كله يترقب وينتظر حديثه لأنه قائد اسثنائي فهو عظيم وملهم حمل كل مقومات القيادة الناجحة. وهذا ما لمسناه جميعا في لقاء سيدي سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله ولا غرابة أن نجد هذه الصفات تجتمع في شخصه الكريم، فوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (سلمان الحزم والعزم) وشبيه جده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، ولذا ندرك ثمرات رؤية المملكة رغم الجائحة وما حققته من منجزات من خلال اللقاء الذي عرضه سمو ولي العهد حفظه الله وبالأرقام ولعلي أوجز ما لاحظته في لقاء سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله فيما يلي: أولا: صفة الاعتدال والوسطية: وهذا مما اختص به أمة محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وتتجلى صفة الاعتدال والوسطية عند سموه حفظه الله في قوله (القرآن دستورنا وسيستمر للأبد).
والتأكيد على اتخاذه منهجا كما قال عز وجل (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وبقوله كذلك حفظه الله (لا يمكننا أن نتقدم بوجود فكر متطرف). ثانيا: صفة القوة والقدرة: وهذا نجده في قوله تعالى (إن خير من استأجرت القوي الأمين) فكما باللقاء أن القوة والقدرة في العمل والحرص على تعيين الوزراء من الأكفاء والأجدر في العمل، وهذا مما يوضح اهتمام القيادة حفظها الله بانتقاء من يستحقون تولي مناصب عليا في الدولة وأن يكونوا على قدر عالٍ من القوة والقدرة على انجاز العمل ومستوى عال من الأمانة، وكذلك تحري من يكون لديه الشغف في العمل لأنه سيكون منفذاً لمهامه حتى انه يرى خطواته الصغيرة خطوات إلى الأمام لوجود الشغف الذي يدفعه. وهذا الشغف ليس محصوراً فيمن تم اختيارهم بعناية من قبل القيادة الرشيدة فحسب بل نراه ونشهده في رأس الهرم في دولتنا المباركة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله من تخطيط استراتيجي محكم قبل البدء بالتنفيذ، وتحديد لرؤية المملكة 2030 والعمل على تنفيذها وفق استراتيجيات ومبادرات بمؤشرات محددة، وهذا نابع من العمل بشغف لمصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى. وقاعدة القوة الآن والتركيز على اللحظة الحالية وعدم التفكير بالماضي والمستقبل لأن بتحقق الحاضر يتحقق المستقبل بإذن الله لاحظتها كذلك في خطابه الكريم، تلاحظ مستوى التركيز على ما هو حالي الآن والعمل على تجاوز أزمةكورونا ثم بعدها تقليل الضريبة سيكون بإذن الله.
ثالثا: صفة الثبات والإيجابية:
وهذه الصفة تجدها في شخصيته حفظه الله من خلال خطاباته الملهمة والإيجابية والتي تعطي مزيداً من الدافعية والإقدام أكثر وأكثر حين ترى سمو ولي العهد حفظه الله يقول إن أعظم ما تملكه السعودية المواطن السعودي بل ويسعى لما فيه عزة الوطن ورضا المواطن ومن كلماته الخالدة لكل سعودي (الخوف ليس موجوداً في قاموس المواطن السعودي). وكم هو جميل أن يكون القائد مع ما يملك من مقومات النجاح إلا انه كما يقول إسحاق نيوتن: إذا كانت رؤيتي أبعد من الآخرين، فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة.
وهذا ما لاحظته في خطاباته حفظه الله من قرب للمواطن وكلماته الإيجابية للسعوديين بأن طموحهم عنان السماء وأنه مثل جبل طويق بهمتهم وفي هذا اللقاء تحديدا بأن المواطن السعودي أعظم ما تملكه السعودية. ونحن كسعوديين نقول أعظم قيادة هي قيادة ملكنا الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وأدام الله عزهما ونصرهما وجعلهما ذخراً للإسلام والمسلمين.
** **
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية