تولى وأبقى بيننا طيب ذكره
كباقي ضياء الشمس حين تغيبُ
في مساء يوم الخميس ليلة الجمعة 17-9-1442هـ انتقل إلى رحمة الله الأخ الفاضل الشيخ الدكتور محمد بن سعد الشويعر.
وقد أديت الصلاة عليه عصر يوم السبت 19-9-1442هـ، ودفن بمقبرة حي النسيم بالرياض في أجواء حزن عميق، وأسى على غيابه الأبدي، وتواريه عن نواظر أسرته ومحبيه.. داعين المولى -جلَّ جلاله- أن ينور أرجاء جدثه، ويحسن وفادته، إنه سميع مجيب.
وقد بادر الحضور لتعزية أبناء الفقيد: الدكتور عزام الشويعر، والدكتور عبدالسلام الشويعر، وذويه المفجوعين في وفاة ورحيل والدهم، بل جميع أقاربه ومُحبيه، ثم انصرفوا بعدما أودعوه في باطن الأرض.
مجاور قوم لا تزاور بينهم
ومن زارهم في دارهم زار هُمدا
وبهم ما بهم من حزن ولوعات الفراق - كان الله في عونهم -.
كانت ولادته في شقراء، إحدى كبريات بلدان الوشم عام 1359هـ، ثم تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مهوى رأسه شقراء بعد، ذلك انتقل إلى الرياض مواصلاً الدراسة في المرحلة الجامعية، حيث حصل على الشهادة العالية من كلية اللغة العربية عام 1379هـ، ويعدُّ من الدفعة الثالثة من كلية اللغة العربية.
وكان فصله مُجاورًا لفصلنا في الدفعة الثانية من الكلية نفسها عام 1378هـ على مستوى المملكة آنذاك وكنا أثناء الفسح الطويلة ننتهز فرصة الحديث معه ومع بعض الزملاء.. وتبادل الأحاديث الشيقة والطرائف الخفيفة.. مما قوى أواصر المحبة والتآلف بين طلاب الفصلين الأول والثاني.. فما أحلى تلك السّويعات والأيام الجميلة التي قضيناها في تلك الحِقب المتباعدة.
ويا ظل الشباب وكنت تندى
على أفياء سرحتك السلام
كما حصل على دبلوم تربية من المركز الإقليمي لليونسكو ببيروت عام 1386هـ/ 1966م، بعد ذلك نال درجة الماجستير في الأدب والنقد من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1394هـ، كما نال درجة الدكتوراه في الأدب والنقد من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام 1397هـ.
قم في فم الدنيا وحي الأزهرا
وانثر على سمع الزمان الجوهرا
وفور نبأ وفاة الشيخ محمد بن سعد الشويعر (أبو عزام) نعاه عدد من المشايخ والعلماء عبر منصات التواصل الاجتماعي مُشيدين بسيرته الحسنة، وتفانيه في خدمة العمل الإسلامي، واهتمامه البالغ بنشر السنة المطهرة والأدب والتاريخ؛ فهو أحد أبرز الأدباء والمؤلفين والتربويين المعاصرين في المملكة العربية السعودية، والقياديين في نشر الإسلام.. حيث لازم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وجمع فتاواه ومؤلفاته، وكان مستشاره الخاص لسنوات طويلة.. وقد استفاد من مصاحبته فائدة كبرى - تغمدهما المولى بواسع رحمته ومغفرته -؛ فسماحة شيخنا العالم الجليل عبدالعزيز بن باز نهر عميق عذب المورد، سعيد من ينهل من حياضه. ولقد أحسن القائل:
سعدت أعين رأتك وقرّت
والعيون التي رأت من رآكا
أما أعماله الوظيفية التي عمل بها الفقيد خلال مسيرته العملية فقد عمل معلمًا عام 1380هـ، كما شغل مناصب عدة في العديد من الوظائف: في الرئاسة العامة لتعليم البنات بين عامي 1381/ 1402هـ، وهي: مدير شؤون الموظفين، ومدير التعليم الأهلي، ومساعد المدير العام للتعليم، والمدير العام للتعليم المتوسط.
وفي آخر حياته العملية عمل مستشارًا في مكتب رئيس الرئاسة العامة لرئاسة البحوث العلمية والإفتاء، والدعوة والإرشاد ومجلة البحوث الإسلامية التي تصدرها الإفتاء لسنوات.
وللفقيد إسهامات ثقافية متميزة ذات فاعلية، نال مقابلها العديد من الدروع والجوائز وشهادات من داخل السعودية وخارجها.
ومن أهم إسهاماته الثقافية: عضو في بعض اللجان والجمعيات الخيرية، وعضو شرف في النادي الأدبي في موريتانيا، وعضو مؤسس في نادي الرياض الأدبي. والحقيقة إنه دائرة معارف في مجالات عدة.
هنيئًا له قد طاب حيًا وميتًا
فما كان محتاجًا لتطييب أكفان
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أبناءه وبناته وعقيلته (أم عزام) وأسرته كافة الصبر والسلوان.
** **
عبد العزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء