تعد السوق السعودية السوق الأولى على مستوى الشرق الأوسط، وواحدة من أهم الأسواق على مستوى العالم من حيث الجاذبية لتسويق المنتجات والسلع المختلفة، سواء من دول المنطقة أو من دول العالم قاطبة، حيث تمتاز المملكة عن سواها من دول المنطقة بالمقدرة الشرائية والعدد السكاني مما يخلق لها قوة استهلاكية تتنافس عليها الدول المصدرة. كما تمتاز المملكة بفتح الحركة التجارية على مستوى دول العالم ولم تضع أي قيود على الحركة التجارية، مما يخلق سوقاً تنافسية للجميع وفي نفس الوقت يضمن للمستهلك الحصول على منتجات ذات جودة عالية وأسعار مقبولة، بل إن فتح أسواق المملكة تضع تحدياً أما المنتج المحلي في هذا الإطار من حيث الجودة والسعر.
ويأتي قرار وزارة الداخلية مؤخراً بمنع دخول إرساليات الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى المملكة لمنع استغلال تصدير هذه المنتجات في تهريب المخدرات إلى المملكة كقرار أمني بالدرجة الأولى للحفاظ على أمن وصحة المواطنين والمقيمين على هذا البلد الطاهر المبارك، والتي عودتنا الدولة -أعزها الله - بحزمها منذ تأسيسها ولسنوات طويلة في محاربة المخدرات تهريباً وترويجاً، وبالتالي لا يستغرب مثل هذا القرار وبالأخص في ظل ما أكده البيان من وجود عمل ممنهج في ترويج المخدرات إلى المملكة.
ومن ناحية أخرى؛ فإنه لا يتوقع أن يكون لهذا القرار أثر كبير على توافر السلع والمنتجات الزراعية في المملكة في ظل وجود قطاع زراعي متطور ساهمت الجهود المتصلة وآخرها رؤية المملكة 2030 في تحفيز هذا القطاع على الإنتاج والمنافسة، وكذلك جاذبية السوق السعودي للسلع والمنتجات العالمية والذي يزخر بمحفزات عديدة.
ونشكر نعم الله علينا الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وبالأخص نعمة الأمن والاستقرار في بلدنا وأمننا الغذائي المتين، يقول الله تعالى: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا}.