بنجاح منقطع النظير حققته مسابقة جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات، في دورتها الـ22، التي جاءت ضمن ظروف غير عادية في رمضان هذا العام، يؤكِّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- أن جهوده المتواصلة في خدمة الإسلام والمسلمين لن تتوقف؛ ولاسيما أن هذه الدورة جاءت متميزة على أكثر من جانب، إذ تم خلالها التحكيم إلكترونياً لأول مرة في هذه المسابقة، كما تم إطلاق فرع جديد في المسابقة وهو فرع القراءات السبع المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- رواية ودراية، وإضافة فرع أبناء شهداء الواجب.
علاوة على مشاركة أكثر من 4000 من البنين والبنات في المسابقة، ضمن عدة تصفيات في مناطق المملكة لاختيار المترشحين للمشاركة في التصفيات النهائية للجائزة، وهو الأمر الذي يلقي بالعبء على اللجان الفنية في الجائزة، لمواصلة التميز والإبداع لنشر رسالتها السامية.
أثبت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بهذا النجاح، أن بصمته الإسلامية في خدمة كتاب الله تعالى ستكون حاضرة على الدوام، وأنه يعطيها أولوية وأهمية، في إشاعة العلم والمعرفة، والمحافظة على الأصالة والقيم والثقافة الإسلامية، لما لها من ناتج عظيم في تشكيل المجتمعات، وهذا ما يؤكِّده كذلك اختيار جائزة الملك فيصل العالمية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لتكون الشخصية الإسلامية لعام 1438هـ (2017م )، تثميناً وتقديراً لدوره في العلم والمعرفة، وأثره في إشاعة الثقافة الإسلامية وخدمة قضايا الإسلام والمسلمين على مستوى العالم أجمع.
أراد الملك سلمان لجائزته منذ انطلاقتها في عام 1419هـ، أن تكون بداية لمسيرة ثواب عظيم وخير وفير، تغرس حب القرآن الكريم في نفوس أبناء وبنات الوطن، وهذا ما تحقق بدعمه ورعايته ومتابعته المستمرة لها، منذ أن كان أميراً للرياض، واستناداً إلى رؤيته الشاملة في تقدم المسابقة واستمرارها ورقيها وتطورها، قام -حفظه الله- بمضاعفة جوائز المتسابقين إلى الضعف.
وإن هذا النهج سار عليه قادة المملكة بدءاً من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، الذي تَرَسّخ حب القرآن الكريم وأهله في نفسه؛ حيث كان ولا يزال داعماً في هذا الوطن المبارك لأهل القرآن وحفظته.
الاهتمام الواسع الذي حظيت به الجائزة، هو تقدير مستحق للعلم والمعرفة، والعمل الإسلامي الاستثنائي الذي يضع حفظ السلوكيات، ويدعم أمن المجتمع وسلامته، ويقي النشء من الزيغ والانحراف والغلو والإرهاب، ويرسي قيم الوسطية السمحة، هدفاً نوعياً، قادراً على إحداث التغيير الحقيقي في حياة الفرد والمجتمع، وهو ما سارت إليه الجائزة طيلة سنوات عملها الدؤوب، والقرآن يهدي إلى الرشد والسداد والنجاح.
يبثُّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رسالة واضحة، من خلال هذه الجائزة الكبيرة، أنه بمبادراته وأعماله، سيظل داعماً ومسانداً، لمشاريع ومبادرات خيرية، ترتقي بحب كتاب الله تعالى، وتنهض بإشاعة العلم والمعرفة، محلياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً.
أدعو الله تعالى بأن يحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأن يوفقه لما فيه الخير والصلاح لوطنه ومواطنيه، وأن يكتب هذه الجهود في موازين حسناته، وأن يديم على وطننا أمنه وأمانه ورخاءه واستقراره، وأن يدفع عنه كيد الكائدين وعدوان المعتدين.