عبدالله الهاجري - «الجزيرة»:
مكنّت منصة إحسان أفراد المجتمع السعودي من تعزيز قيم الانتماء الوطني والعمل الإنساني، مع تكامل الجهات الحكومية المختلفة وتعظيم نفعها، في تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، وتمكين القطاع غير الربحي والتنموي وتوسيع أثره، حيث بلغ مجموع التبرعات حتى ساعات الصباح الأولى ليوم أمس الأحد العشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1442هـ، أكثر من 536 مليون ريال سعودي استفاد منها أكثر من 1.1 مليون مستفيد.
وجاءت منظومة إحسان الصادرة بالأمر السامي رقم (48019) لتعمل على استثمار البيانات والذكاء الاصطناعي لتعظيم أثر المشاريع والخدمات التنموية واستدامتها، من خلال تقديم الحلول التقنية المتقدمة وبناء منظومة فاعلة عبر الشراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، بهدف تعزيز دور المملكة العربية السعودية الريادي في الأعمال التنموية والخيرية، ورفع مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي.
وقدّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مع الأيام الأولى من هذا الشهر تبرعًا سخيًا بمبلغ 20 مليون ريال للأعمال الخيرية وغير الربحية من خلال منصة إحسان، كما قدّم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع -حفظه الله-، تبرعًا سخيًا بمبلغ 10 ملايين ريال، وأشار حينها معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عبد الله بن شرف الغامدي، الى ان اهتمام قيادة الدولة بتلمس احتياجات المواطنين، وبذل العطاء، والإنفاق في سبل الخير كنهج ثابت جُبلت عليه، ونبراس يقتدى به.
وأكد الغامدي أن المملكة لطالما احتلت موقع الريادة العالمية في مجال العمل الخيري، لافتًا إلى أن اهتمامها بهذا المجال يعود إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، حيث مرّ العمل الخيري بخطوات تطويرية كبيرة، حتى أصبحت التبرعات تصل إلى مستحقيها بسهولة ويسر وسرعة عبر منصة إحسان التي تعد خطوة إضافية تسعى من خلالها الدولة -رعاها الله- إلى تعزيز التحول الرقمي في مجال العمل الخيري وغير الربحي، وكافة المجالات الأخرى. وتتناغم منصة إحسان مع رؤية المملكة 2030، بالتأكيد على محور وطن طموح، ومواطنه مسؤول وكذلك رفع مساهمة القطاع غير الربحي.
وقال سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ «ستقوم منصة إحسان بتنظيم وتنسيق العمل الخيري وتوحيد الجهود بين الجهات الخيرية المختلفة، كما تسعى المنصة إلى تعزيز قيم العمل الخيري والإنساني لدى أفراد المجتمع ونشر ثقافة التبرع وتعزيز الترابط والتكاتف مما يجعل سائر أفراد المجتمع يساهمون في العمل الخيري بما يحقق سمة التعاون المطلوب بين المسلمين». وتمتاز منصة إحسان بالسهولة حيث إنها في متناول اليد تسهل من عملية التبرع في أي وقت وأي مكان، وكذلك التنوع ففرص التبرع تغطي العديد من جوانب العمل الخيري، كما أنها تمتاز بالشفافية كونها تتبع أعلى معايير الشفافية في الممارسات الإدارية والمالية، فيما تقدم المنصة تقارير لتعكس للمتبرع أثر تبرعاتهم، كما أن الأمان في المنصة عالِ جداً حيث تطبق أعلى المعايير التقنية في أمن المعلومات، بالإضافة إلى ميزة السرعة فهناك خيارات متعددة لتسريع عمليـة التبرع أهمها خاصية التبرع السريع.
وقد انطلقت اللجنة الشرعية لمنصة إحسان منذ صدور قرار تأسيسها، بعضوية عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، وتهدف اللجنة إلى التأكد من التزام المنصة بتطبيق الأحكام الشرعية الإسلامية في الأعمال الخيرية والتنموية والزكاة والصدقة وكافة الخدمات والمعاملات التي تتم عبر المنصة، ويرأس اللجنة الشرعية معالي الشيخ الدكتور: عبد الله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء. وتتنوع مجالات التبرع عبر منصة إحسان ما بين التعليمي والاجتماعي والصحي والاغاثي وكذلك البييي إلى جانب الاقتصادي والتقني.
الجدير بالذكر أن إحسان منصة رسمية تم تأسيسها بناء على الأمر السامي، وتضم لجنة إشرافية مكونة من إحدى عشر جهة رسمية، تشمل : وزارة الداخلية، وزارة المالية، وزارة الصحة، البنك المركزي السعودي، وزارة التعليم، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وزارة العدل، وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، رئاسة أمن الدولة، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، هيئة الحكومة الرقمية.