الحمد لله الذي له ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، الحمد لله في السراء والضراء، الحمد لله الذي جعل الموت حقًا، وجعل الصبر على البلاء رفعة في الدنيا، وعظّم أجره في الآخرة... والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في مساء يوم الجمعة 4 رمضان 1442هـ الموافق 16 أبريل 2021م انتقل إلى جوار ربه أخي الغالي (من الوالدة رحمها الله) سندي وعضيدي سفر بن محمد بن ظفران الشهراني، وذلك بمدينة خميس مشيط، بمنطقة عسير. آلمني رحيله أشد الألم وأحزنني وأبكاني، فقد فقدت أخاً تقياً، نقياً، عطوفاً، حنوناً، ودوداً، شهماً، وكريماً، وكان رحيله بالنسبة لي وللأسرة فاجعة كبيرة وحزنًا مؤلمًا، فرحمك الله يا أبا عبدالله وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.
في البداية أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أبنائي أبناء الفقيد، عبدالله، سعد، سعيد، فهد، خالد، ماجد، نايف، فيصل، تركي، ظفران، عبدالعزيز، عبدالرحمن، وعبدالمجيد، وبناتي، بنات الفقيد، نورة، مانعة، نبتة، سارة ونجود وإلى زوجاته وأحفاده وأسرتنا كافة، سائلاً المولى -عز وجل- أن يغفر له ويرحمه، ويكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد، وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفران، وأن يدخله الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب، وأن يثبته بالقول الثابت ويلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .
لقد غادر هذه الدنيا الفانية إلى دار الخلد الباقية -بإذن الله- بعد حياة كريمة، قضاها في خدمة أسرته وأعمال الخير وخدمة الدين ثم الملك والوطن الغالي. كان -رحمه الله- رجلاً فاضلاً كبير المكانة، وَقُورًا، ومثالاً يحتذى به في الكرم والجود والنبل والتواضع والوفاء وسمو الأخلاق، وغيرها الكثير من الشمائل والصفات الحميدة. كما كان -رحمه الله- محترماً ويفرض احترامه وتقديره على جميع معارفه ومحبيه. لقد أدهشتني جموع الناس الذين توافدوا للصلاة عليه ودفنه، رحمه الله، وكذلك العدد الكبير من المعزين والاتصالات والرسائل والتي لا تزال تتوالى حتى كتابة هذه السطور، وهذا -إن شاء الله- شاهد خير ودليل حب الناس له. لقد فقدنا إنساناً بمعنى الكلمة، رحيماً، حنوناً، وعطوفاً. كما أنه يتصف بتجسيد صلة الرحم بشكل كبير، وكان -رحمه الله- حمامة مسجد، عابداً زاهداً يخاف الله سبحانه وتعالى.
بفقدانك يا أباعبدالله فقدت أخاً وفياً عزيزاً وغالياً، وسوف تبقى حاضراً في قلبي وقلوب محبيك وإن غبت عنا. وتنطبق الأبيات التي قالتها الخنساء في رثاء أخيها صخر (مع بعض التصرف) على أخي وحبيبي سفر، رحمة الله عليه:
وما يبكون مِثلَ أخي، ولكن
أُعَزّي النفسَ عنه بالتَأَسِّي
فلا واللهِ لا أنساكَ حتى
أُفارِقَ مُهْجَتي ويُشَقُّ رَمْسي
فقد وَدَّعتُ يومَ فِراقِ «سَفر»
أَبي «عبدالله» لَذّاتي وأُنْسي
فيا لَهٍفي عليه وَلَهفَ نفسي
أَيُصبِحُ في «القبر» وفيه يُمْسي
فاللهم يا حي يا قيوم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنة بغير حساب ولا عقاب، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم عامله بما أنت أهل له وجازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته، اللهم أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين، واللهم اجمعنا وإياه في جنات النعيم. اللهم ألهم أهله وأحبابه وأصحابه الصبر والسلوان وارضهم بقضائك، اللّهم ثبتني وإياهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويوم يقوم الأشهاد، وصلّى الله وسلّم وبارك على حبيبنا النبي المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
** **
- اللواء (م) د. عبدالله بن رحرح الشهراني