د.عبدالعزيز الجار الله
الحديث التلفزيوني لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر المحطات الفضائية والإعلان عنه قبل أسابيع من بثه يؤكد أن حديث سموه يخاطب الرأي العام الداخلي والرأي العام الخارجي، وقد جاء صدى اللقاء من المجتمع المحلي والدولي بالترحيب في هذا التوجه وما حققته رؤية السعودية 2030 خلال الخمس سنوات الماضية ونتائجها المتوقعة عام 2030م.
وفِي الواقع إن ما تحقق في الخمس سنوات الماضية من نتائج قد تجاوز في بعض الحالات برامج الرؤية 2030 التي يجري تعديلها وتطويرها حسب ما تحقق وهذه من ميزات البرامج المرنة التي تتعامل مع الخطط أو حتى الإستراتيجيات التي تحدث تغييراً في واقعها وفق ما تحقق، فالعالم شهد في الشرق الأوسط كيف أن الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا غيرت استراتيجيتها مرات عدة نتيجة المتغيرات على الأرض منذ عام 1990م احتلال العراق للكويت وحرب التحرير91، والاحتلال الأمريكي للعراق 2003، والثورات العربية 2010م، لكن السعودية بقيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، قد نجحت بعون الله في تجنيب المملكة مخاطر كبيرة كانت تحاك ضد المملكة وبخاصة من اليمن عبر الدخول الحوثي الإيراني إلى داخل حدنا الجنوبي، ومشاغلة حدودنا الشمالية والشرقية عبر جماعات وميليشيات العراق وسورية تحركها وتديرها إيران، واستطاعت المملكة أن تواجه هذه الضغوطات والتحركات العسكرية في اليمن وباقي الدول التي أعلنت الحرب على بلادنا، وفِي الوقت نفسه استطاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفريق العمل تنفيذ الخطط والبرامج من أجل التغيير، ونقل المملكة من أنماط وأساليب حياة وعمل، إلى سعودية جديدة، إلى نموذج آخر من الأداء لم يكن المجتمع قد اعتاد عليه، نقل السياسة الدولية والمجتمع والاقتصاد المحلي من متغير إلى آخر إيجابي ويناسب العصر والمرحلة التي نعيشها.
حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاء بتوقيت وظرف دولي مناسب بعد أن حققت المملكة انتصارات ومكاسب ووصلت إلى أهداف محورية خلال الخمس سنوات الأولى من الرؤية السعودية، ربما بعضها سبق برامج وأهداف عام 2030 ووصل إلى مستهدفات عام 2040 و2050 وهو الرقم الأعلى الذي قدمته الأمم المتحدة للتنمية العالمية.
الأمير محمد بن سلمان تحدث بأرقام وحقائق وأهداف وبرامج من الرؤية قد تحققت، في حين نرى المحيط مثل إيران انشغلت في إشعال حرائق الحروب في الوطن العرب، وفي دائرة أكبر دول تعيش على هامش الصراعات، لكن بإذن الله لن يحصلوا إلا على حطام ما يرونه مكاسب، وسوف تخرج بلدنا بكامل عافيتها من سنوات الربيع العربي وما جرت معها من تهديدات ومخاوف.