في إنجاز طبي متميز لمستشفى د. سليمان الحبيب في دبي، أجريت بنجاح ولأول مرة عملية قلب مفتوح باستخدام تقنية الروبوت الجراحي الآلي، حيث ساهم ذلك في إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر54 عاماً، والذي كان يشكو من آلام بالصدر وتضيق وتصلب في الشرايين المغذية لعضلة القلب.
إذ كان المريض قد أسعف إلى المستشفى بعد معاناته من آلام متواصلة في الصدر، وعلى الفور خضع لفحوصات طبية شملت إجراء عملية قسطرة أبانت وجود تضيق في الشرايين الرئيسية المغذية للقلب، ووفقاً لرؤية الفريق الطبي المعالج الذي ضم استشاريي جراحة القلب والتخدير والعناية المركزة، فقد أقر بضرورة إجراء عملية «قلب مفتوح بالروبوت «. وتم بشكل عاجل إخضاع المريض مجدداً لحزمة من الفحوصات الطبية الدقيقة اللازمة، بما فيها الإيكو وفحوصات الدم والتي أكدت جمعيها إمكانية إجراء العملية.
من جانبه قال الدكتور رفيق أبو سمرة استشاري جراحة القلب ورئيس الفريق الطبي المعالج أن الجراحة استغرقت حوالي 4 ساعات، وبفضل الله تكلّلت بالنجاح، وتمكن الفريق الطبي من إنقاذ حياة المريض، وعقب انتهاء العملية تم نقل المريض للعناية المركزة وظل تحت المراقبة حتى خروجه من المستشفى بعد ثلاثة أيام وهو يتمتع بحالة صحية جيدة.
وأوضح د. أبوسمرة أن استخدام تقنية الروبوت الآلي في عمليات القلب المفتوح تعتبر الأولى من نوعها بالمستشفى، لافتاً إلى أن ذلك يُعد إضافة مميزة ورائدة في مجال جراحات القلب، والتي تتطلب تدريباً وتأهيلاً عال الكفاءة وإمكانيات متقدمة.
وبيَّن رئيس الفريق الطبي مميزات استخدام جراحة الروبوت في عمليات القلب والفرق بينها وبين الجراحة التقليدية بأن العمليات الجراحية القلبية بتقنية الروبوت ذات ألم أقل، وتتطلب إجراء فتحة صغيرة بمقدار يتراوح من 2 إلى 3 سم بين الأضلاع لتمرير الصمامات والشرايين، وثلاث فتحات أخرى بين الأضلاع بمقدار 8 ملم لدخول أذرع الروبوت، بدلاً من إجراء شق كبير في وسط الصدر بمقدار 20 سم كما هو الحال في الجراحة التقليدية.
وأضاف د. أبوسمرة أن جراحات الروبوت القلبية تقلّل من استخدام نقل الدم ومشتقاته، وذات نسبة محدودة من احتمالات وجود النزيف أو الالتهابات للجروح، وعادة ما يكون الجرح تجميلياً ومخفياً لصغره، كما تساعد الجراحة الروبوتية المريض على العودة إلى نمط الحياة المعتاد في فترة زمنية قصيرة، وتقلّل من استخدام التنفس الاصطناعي وكذلك فترة البقاء في العناية المركزة لساعات قليلة تتراوح بين 6 ساعات إلى 12 ساعة، ومعدل البقاء في أجنحة التنويم بعد الجراحة لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام فقط. يشار إلى أن مستشفى د. سليمان الحبيب بدبي يضم مركزاً متقدماً لطب وجراحة القلب للكبار والأطفال يعمل به عدد من الكفاءات الطبية المتخصصة ذوي الخبرة العالية من حملة البورد الأمريكي والكندي وشهادات الزمالة الأوروبية، مدعومين بتجهيزات هي الأحدث من نوعها لتقديم خدمات صحية راقية تتماشى مع أعلى المعايير العالمية، ويتبنى المستشفى أفضل الممارسات والإجراءات لتقديم رعاية آمنة ذات جودة عالية، وذلك على النحو الذي يجعله خياراً مثالياً للمرضى.