العقيد م. محمد بن فراج الشهري
لم يكتف حزب الشيطان في لبنان بما تسبب فيه من خراب، ودمار، وهلاك للبنان التي أصبحت دولة منكوبة في أمنها، واقتصادها، وعروبتها، بل أضاف لها نكبة جديدة كانت متسترة تحت عباءة الكذب والدجل، والتحايل، ألا وهي نكبة المخدرات وتجارتها التي يمارسها حزب الشيطان من زمن تحت أنظار الأمن اللبناني، والأحزاب المخدرة، وشيئاً فشيئاً بدأت الحقائق تتبلور وظهور أمراء المخدرات وتساقطهم الواحد تلو الآخر، ومن هؤلاء الذين أبحروا في عالم الكبتاغون وغيرها من أصناف المخدرات المدعو (حسن محمد دقو) سوري الأصل، حصل على الجنسية اللبنانية بموجب حكم قضائي صدر عام 2019م، وهو يقف على رأس مصدري حبوب الكبتاغون إلى عدد من الدول من بينها المملكة، ويكاد يكون المصدر الأول، بعد أن أوقف اثنان من كبار معاونيه في تهريب المواد المخدرة، وكان يحضِّر نفسه على (التقاعد) متوقفاً عن التهريب بعد أن أصبح في عداد الأغنياء حيث تقدر ثروته بمئات الملايين من الدولارات، عدا أملاكه الموزعة بين لبنان، وسوريا، ومن بينها 4 شقق فخمة في منطقة الرملة البيضاء في بيروت، أوقف في إحداها على يد (شعبة المعلومات) في قوى الأمن الداخلي في شهر أبريل من هذا العام، إلاّ أن دقو كان يتخفى وراء شركات وهمية أسسها ومن بينها عقارية وإنشائية ليست مسجلة باسمه كحال الشقق التي يملكها في الرملة البيضاء، وتمكن من أن يقيم شبكة علاقات واسعة في لبنان موازية لأخرى مع أبرز الرموز الأمنية في النظام السوري، أتاحت له التخلص من الملاحقة حيناً والإيقاف حيناً آخر، إضافة إلى اتهامه بعمليات خطف لصالح النظام السوري وصلته بحزب الشيطان التي سهلت له العمل بحرية في لبنان، وهو الذي يقوم بشحن المواد المخدرة من سوريا إلى لبنان تحت غطاء حزب الشيطان ومن ثم إعادة شحنها لدول مجاورة. والشحنة المخدرة التي ضبطت في المملكة وكانت عبارة عن حاويات من الرمان المبرد، أدخلت براً من سوريا إلى لبنان بذريعة أنها استهلاك محلي وباسم شركة وهمية لا تحمل اسماً تجارياً، وليست مسجلة لدى الدوائر اللبنانية المعنية, وتم تزوير شهادة المنشأ على أنها من الصنف المنتج في لبنان مع أن الموسم ليس موسماً للرمان، إضافة إلى أنه لا اكتفاء محلياً يسمح بتصدير الفائض من الرمان الذي يستورد من سوريا، وتركيا، ومصر، مع أن الرمان من مصر توقف بسب تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية.
وفي هذا السياق تبين أن حمولة الرمان أدخلت على دفعات من معبر شرعي يربط لبنان بسوريا وأخضعت بعد حشو أكثر من ألف حبة من الرمان بحبوب (الكبتاغون) لعملية «تزوير شرعي» لشحنها للمملكة، وهذا ما تم اكتشافه في الاجتماع الأمني برئاسة ميشال عون الذي خصص للبحث في تداعيات قرار المملكة بوقف استيراد الفواكه من لبنان، وتخلل الاجتماع تبادل المسؤوليات بين وزير الزراعة عباس مرتضى، والاقتصاد والتجارة راوؤل نعمة حول مسؤولية التوقيع على شهادات منشأ مزورة.
وتشير مصادر مطلعة أن حبات الرمان المسمومة أدخلت إلى لبنان باسم ثلاثة أشخاص لبنانين ينتمون لحزب الله اثنان منهم من طرابلس والثالث من البقاع الغربي، وتردد أن الأخير لجأ لسوريا بينما الآخران إلى تركيا.
والمعروف أن حزب الشيطان يشرف على العديد من مصانع إعداد المخدرات وتصديرها للسعودية ودول الخليج في عدد من المناطق الممتدة ما بين البقاع الشمالي والحدود المتداخلة بين لبنان وسوريا، لكنها دُمِّرت بعد إخراج المجموعات الإرهابية منها ولم يبقَ منها إلا القليل التي تتولى تصنيع (الكبتاغون) بكميات محدودة لعدم توافر الأجهزة المتطورة.. والمصيبة أن تصدير المخدرات لدول الخليج لم يتوقف منذ سنوات من سوريا، ولبنان بالذات بعد أن لعب حزب الشيطان لعبته في تسهيل خروج ودخول وعبور المخدرات من وإلى لبنان ومن ثم إلى السعودية ودول الخليج، إضافة إلى أن 18 % من شباب وشابات لبنان في محتوى الإدمان لتوافر هذه المخدرات وللضائقة الاقتصادية التي يمر بها لبنان وشعبه بسبب هيمنة حزب الشيطان على كل مفاصله، لذلك لن تقوم قائمة للشعب اللبناني حتى يتم التخلص من هذا الكابوس اللعين الذي كتم أنفاس شعبه لسنوات طويلة واستفحل وحتى أصبح كل مواطن لبناني يتجرع سموم حزب الشيطان بالإضافة إلى ما وصل إليه من انحدار على المستويات كافة.. فهل يعلنها شعب لبنان صرخة مدوية في وجه حزب الشيطان وأحزاب الخونة الذين يسيرون في ركبه، أم أنهم راضون بالمضي سريعاً إلى الهاوية؟ لا أدري، لكن مع مرور الأيام أعتقد بأن لبنان سوف يموت مسموماً إذا بقي على هذه الحالة من الوهن والخنوع..