نجلاء العتيبي
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وأُغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".
مشاجرة في سوبرماركت على أولوية وقوف الانتظار عند صندوق المحاسبة بدأت بنظرات استفزازية وعبارات اعتراض ثم ارتفاع صوت وحّدة كلمات.
كادت أن تنتهي بكارثة لولا لطف من الله ومن ثم حسن تصرف الموجودين.
الحمدلله أنها اقتصرت على هذا!
اعتذر الطرفان معللين ذلك "حنا صايمين"، دائماً نحتاج إلى شماعة نعلق عليها أخطائنا، نرمي عليها ما لا تستطيع حمله، نصيبها! وش نقول شماعة!!
طيب والمخلوقات البشرية التي استمعت إلى ما عكر سمعها ويومها.. ما ذنبهم؟
لا يجوز بأي حال من الأحوال وقوع مثل هذه الأفعال في شهر الخير والرحمة والبركة، لماذا يتحول النقاش إلى شجار في نهار رمضان؟
ونرى البعض يزداد عنفًا وعدوانية؟
وقد لا يمر الشهر دون مشاهدة مشاجرة ومشادات وملاسنات كلامية في طريق أو مرفق عام، تصرفات متهورة تتسم بالعصبية الشديدة، قنبلة موقوتة سريعة الانفجار تعرضهم للأخطار وسيئ الحظ الموجود بالمكان حين الاشتعال..
في الوقت الذي يحرص المسلمون على الاستفادة من كل دقيقة في أيام الشهر الفضيل بالعمل الصالح، من الطبيعي أن روحانيته تزيدنا هدوء.. عفواً وحلماً.
فالنفوس تسّكن في الشهر العظيم..
هل للجوع والعطش وتغيير أوقات النوم علاقة أم أن شياطين الإنس تحضر؟ أو هي فوضى العقل الداخلية تنعكس على تصرفات الجسد الخارجية.. أين هم عن الهدي النبوي في فضائل الأخلاق الحميدة ومنها الحلم والصبر ناهيك عن عظمة الشهر الكريم..
يتوجب علينا إدراك أهمية التحكم بجميع انفعالاتنا..
ضبط النفس والتحكم بالغضب في كل الأوقات من أهم الثقافات المرجوة.. فبها يحفظ الإنسان نفسه والآخرين من ردات الفعل السريعة السلبية التي يندم عليها المرء عمرًا.
ربما تكلفه لحظة سوء تصرف عاقبة لا يتوقعها..
القوي من يكبح جماح غضبه.. من يترفع عن الإساءة بالإعراض عنها..
"ضوء"
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت الآية: 34-35).