رسائل ترسم المستقبل دون تفريط بالثوابت، بل أرقام ذات دلائل وإنجازات، نمت عن وعي وبصيرة قائد استثنائي، وجهها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لعالمه الداخلي والخارجي، عبرت عنها سنوات خمس من إطلاق «رؤية 2030»، كأحد أكبر برامج التحول الوطني عالمياً بكل ركائزها التي حوت هويتنا السعودية وزادت قوة وتطورًا بالانفتاح على العالم، جعلت من التحديات الداخلية لجهود جميع الجهات الحكومية والخبرات المكتسبة التي لا تقدّر بثمن، قامت على تأسيس البنية التحتية التمكينية، وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، فيما سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر. لقد وضع الأمير محمد بن سلمان النقاط على الحروف لسياسات المملكة الخارجية، أو الإقليمية «لا شيء» رغم كثرتها، وصفها سموه: «السعودي لا يخاف والخوف غير موجود في قاموسه»، وحققها باستئصال التطرف والإرهاب، بعد أن كانت البلاد مُستهدفة من تلك القوى، التي أرادت الإيقاع بالمملكة وأميركا، متناسين أنهما بعلاقة إستراتيجية منذ أكثر من 80 عاماً، والخلافات تتواجد مع قدوم إدارات جديدة لأي دولة لكن -ولله الحمد- هناك توافق سعودي مع إدارة الرئيس بايدن بنسبة 90 % من الأفكار كما أوضح سموه.
فالمملكة لن تقبل أيّ ضغط بالتدخل في شأنها الداخلي، وأن السعودية تعمل مع كل دول العالم»، قائلاً: «نعمل على الحفاظ على شراكتنا الإستراتيجية مع شركائنا في المنطقة وتعزيز تحالفاتنا مع الدول الأخرى وصنع شراكات جديدة»... لوأد أي تحركات قد تُعيق التقدم السعودي، كإرهاب إيران التي عدها جارة وقدم «رسالة سلام» على طبق من ذهب، في حين قبولها بوجود ميليشيا الحوثي على حدود المملكة، وحزب الله وغيرهما في البلدان العربية، وجعل تلك العلاقة رهنًا بتغيير إيران سلوكياتها السلبية، والعمل لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، وأن تكون العلاقة طيبة وقوية وفيها منفعة للجميع.
وأخيراً: قالها سموه وفعل: إن هويتنا السعودية قوية وتزداد قوة وتطورًا بالانفتاح، وأن أصحاب الهوية الضعيفة هم من يقلقهم الانفتاح على العالم.. إن السعوديين قد يقلقون لكن لا يخافون، فالسعودي لا يخاف والخوف غير موجود في قاموسه.