د.شريف بن محمد الأتربي
قبل فترة أعلن المسؤولون في وزارة التعليم عن عودة التعليم في المدارس اعتباراً من الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي القادم بإذن الله 2021 -2022، وذلك بعد فترة انقطاع قاربت العام ونصف، وهذا القرار هام ومؤثر في الحياة الاجتماعية في المملكة كاملة، بل ويؤثر ويتأثر بكثير من العوامل وكثير من القطاعات والتي يجب أن تعمل سوياً؛ وأن تتضافر جهودها من أجل ضمان سلامة العودة للجميع.
وبادئ ذي بدء أقترح على المسؤولين في الدولة تشكيل اللجنة الوطنية المؤقتة لتنظيم العودة للدراسة وتكون برئاسة سمو سيدي ولي العهد وعضوية كل من سمو وزير الداخلية ومعالي وزير التعليم ومعالي وزير الصحة، وغيرها من الوزرات والجهات المعنية.
إن عودة طلابنا إلى الدراسة يشبه تماماً عودة رواد الفضاء من المحطة الفضائية إلى الأرض واحتياجهم إلى إعادة تأهيل للتأقلم على الحياة الطبيعية على الأرض.
وينقسم طلابنا في هذه المرحلة إلى 4 أنماط، هم:
- الطلاب الذين سيلتحقون بالدراسة لأول مرة سواء في الروضة أو الصف الأول الابتدائي.
- الطلاب الذين سينتقلون من مرحلة إلى مرحلة أخرى من الابتدائية للمتوسطة، من المتوسطة للثانوية، ومن الثانوية للجامعة.
- الطلاب الذين التحقوا بالمراحل الجديدة ولم يتسن لهم الدوام فيها، مثل طلاب الجامعة في هذا العام الدراسي، وطلاب الصفوف الدنيا.
- طلاب الدمج.
إن هذه الأنماط الأربعة يحتاج كل منها إلى خطة تأهيلية واضحة يشترك فيها جميع القطاعات المعنية حتى تكون قادرة على الانخراط في العملية التعليمية ونتلافى الجوانب السلبية التي يمكن أن تحدث نتيجة التغير في نمط حياتهم وأخطرها على الإطلاق التسرب من التعليم. وبشكل عام تحتاج العودة للدراسة إلى إعادة تهيئة نفسية للطلبة والمعلمين، وتجهيز البنية التحتية في المرافق التعليمية، وإعادة النظر فيما يقدم من تغذية لهؤلاء الطلاب من خلال المقاصف أو المطاعم داخل هذه المؤسسات.
أيضاً، يحتاج المجتمع ككل لإعادة تهيئة لعودة الدراسة خاصة في المرور والزحام وجدولة المواعيد مرة أخرى، وأتمنى أن تسارع الجهات المختصة لإنهاء أكبر قدر ممكن من مشروعات النقل في كافة مناطق المملكة.نحتاج إلى حملة قوية للتأكيد على السلوكيات وحقوق الآخر واستثمار الوقت، والمحافظة على الممتلكات العامة.
نحتاج إلى تحديد واضح وصريح لما ستقدمه التقنية في التعليم بعد عودة الدراسة، حيث كانت التقنية هي كل الدراسة، فماذا سيكون دورها في المرحلة القادمة؟.
نحتاج إلى الكثير الذي لا يسعه هذا المقال، ولكنه يدق ناقوس الخطر فقبل فوات الأوان.