عبود بن علي ال زاحم
في كتابه المُعَنْوَن «أحدَ عشرَ مفتاحًا للقيادة الناجحة»، يقدِّم دايل م.سميث، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة لودفيش ماكسميليان في ميونخ، دليلاً متكاملاً حول مفهوم القيادة ومقوماتها، بالتأكيد على أن مهارات القيادة مثلها مثل أي مهاراتٍ تجاريةٍ وشخصيةٍ أخرى قابلةٍ للتحسين والصَّقل، فهي ليست مسألةً جينيةً محسومةً.
وانطلق الكتاب من قاعدة تفنيد المعتقدات الخاطئة الأكثر شيوعًا حول القيادة والتي تتمثَّل في ثلاثة أبعادٍ أساسيةٍ وهي الاعتقاد بأنها ميزة مكتسبة بالوراثة والاعتقاد بصلاحية القائد للتعامُل مع جميع المواقف وأهمية الحزم في القيادة.
واستعرض الكتاب 11 مقوِّمًا للقيادة، في مقدمتها تحديدُ الرؤية، حيث ينظر القادة إلى أبعدَ من التحديات الآنية التي تواجهها المنظمة ويقومون بتوضيح ما تستطيع الشركةُ القيامَ به وما يجب عليها تحقيقُه في المستقبل.
كما يحدد القادة أهدافًا تشكِّلُ حافزًا للعمل عبر ترجمة بيان الرؤية إلى أهدافٍ وإجراءاتٍ عمليةٍ تستطيع المنظمة اتخاذَها للوصول إلى تحقيق تلك الرؤية.
ويشير الكتاب أيضًا إلى دور القائد في إقناع تابعيه بأنهم سوف يحقِّقون ما يؤمنون به، ولذلك إذا ما اعتقدوا أنهم سينجحون في المستقبل فإنهم حتمًا سيحققون النجاح.
بالإضافة إلى تشكيل الفرق الملائمة للعمل بغرض تحقيق أقصى إفادةٍ ممكنةٍ من التعاوُن وبذل الجهود المشترَكَة وتوظيف كل المهارات الشخصية لأعضاء الفريق.
كما يعمل القائد على بناء شبكاتٍ رفيعة المستوى، فإمَّا أنْ يُنشئَ الشبكاتِ التي تضيف قيمةً للمنظمة كَكُل أو ينضم إلى إحداها. ويقوم أيضاً بمنح الموظفين السلطةَ كاملةً لحل المشكلات، وتفويض الشخص المناسب لتولِّي القيام بالمسئوليات المهمة.
ومن أبرز مفاتيح القيادة تقديرُ كلِّ مَن يحقِّق إنجازًا بمنْحِه الحوافزَ المغريةَ، وتوفير الدعم اللازم، ومساندة الأعمال التي يقوم بها أعضاء المنظمة.
كما يسعى القائد إلى إنشاء قنواتٍ معلوماتيةٍ فعَّالةٍ لتوجُّه الشركة وإنجازاتها، ومن ثم تحديث ومسايرة المعلومات التي تبثُّها هذه القنوات. ويقع على عاتق القائد أيضًا تدريبُ فريق العمل وتقديم الاستشارات اللازمة في حينها، بجانب الإشراف على سير العمل.
وأخيرًا، يشجِّع القادةُ الأَكْفَاءُ تابِعِيهم على التعلُّم بشكلٍ عمليٍّ فاعلٍ، وذلك على جميع مستويات المنظمة ويعتبرونه وسيلة لبناء المهارات الضرورية للتقدم المهني.
** **
- متخصص في الموارد البشرية