الهادي التليلي
محبتي لجريدة الجزيرة ومن ينتمون إليها هي محبتي لأسرتي ومن ينحدرون منها. جريدة الجزيرة التي أراها مكاني وزماني هي بوابة قلمي الشقي نحو العالم في هذا الأوان، ولذلك وغيره طالعني مقال للكاتب حماد السالمي الوجه الثقافي والإبداعي في مجالات الكتابة الإبداعية والصحفية والذي أكن له الكثير من الاحترام لشرعيات ثلاث، أولها لأنه يشاركني الاهتمامات، وثانيها لأنه ينتمي لبيت جريدة الجزيرة العتيق، وثالثها لأنه تحدث عن تونس بحب أسعدني وقربه مني.
الكاتب حماد السالمي حملني معه وهو يستعيد بعض ذكرياته في تونس إلى القيروان التي فتحها عقبة ابن نافع ومنها الدعوة لكل القارة الإفريقية عبر معبر تونس، ثم تحرك بي إلى سوسة التي كان اسمها القديم حضرموت، وبين هاتين المدينتين مسافة قريبة جغرافياً ولكنها كانت جد صعبة على مدى التاريخ بين قبيلتي جلاص والمثاليث لدرجة أن بورقيبة رد على القذافي لما اقترح عليه الوحدة بأنه عليه حل الخلافات بين جلاص والمثاليث قبل توحيد ليبيا مع تونس، حيث كانت قبائل جلاص هي القبيلة الأكبر في القيروان وقبيلة المثاليث القبيلة المهيمنة في مدينة سوسة الساحلية، وللتذكير فكلا القبيلتين أصولها من هذه الديار فقبيلة جلاص في ما عدا جزء صغير أمازيغي حسب المؤرخ المرزوقي أنه قد انصهر بالكامل في المجتمع العربي الإسلامي.
كما ذكرتني بلطفي الزيني -رحمه الله- ومدينة الإنتاج التي تركت لنا «افتح يا سمسم» وعديد الإنجازات التي ذكرتها، وفي الحقيقة أنت لم تذكر إلا النزر القليل وفي الحقيقة يكفي نعمة الإسلام التي جاءت من أهلكم أهلنا، وللتاريخ فمعظم القبائل التونسية والتي تتوزع في كامل تراب الجمهورية أصولها معروفة وفخرها بانتمائها لهذه الديار لا يوصف. وإن ذكرت الكاتب البشير السالمي فلي من الأصدقاء الكاتب الحبيب السالمي والرسامين عثمان السالمي وإبراهيم السالمي والموسيقار الشهير ملك الكمان الباشير السالمي، فنحن أنتم وأنتم نحن قلبان بنبض واحد ملتقانا يومياً مرات عديدة بالقبلة نفسها وبالاتجاه نفسه نحو البيت الحرام في صلاتنا، وتجمعنا أسئلة الراهن والمصير وتتهددنا الأخطار نفسها ولكن بأوجه وأقنعة متعددة.
العدو المشترك لنا جميعاً هو الخطر الإخواني هذا الخطر الذي في الحقيقة تختفي خلفه أطراف مشبوهة تقتات من الاختلاف والتفرقة بين الشعوب والأحبة تحرجها نجاحات المملكة ورؤيتها التي في كل يوم تثبت صلابتها وهي تتحول إلى مرجع يشهد به القاصي والداني، هذه الأشباح يحرجها الأمن والسكينة التي يعيشه السعوديون وضيوفهم المقيمون بها والذين أنا منهم كما يغيظها الحرب التي يقودها المجتمع المدني التونسي ضد حرب الردة الإخوانية الممثلة في من ذكرتهم.
في الحقيقة لقد كان سجالاً حاداً بيني وبين الهاشمي الحامدي هذا القلم المسبق الدفع والمتورط في قضايا مشبوهة مع النظام السوداني السابق، وهو لا يشكل حجماً ولا قيمة لدى التونسيين حيث إنه يضرب كلما حاول القيام بأي نشاط يضرب من عامة الناس الذين باع لهم الوهم وغرر بأطفالهم وآخرها حادثة بنزرت الشهيرة، فالهاشمي الحامدي الرجل الإيراني القذر لا يحتاج منا أن نسوق له ولا أن نصنع له مجدًا، وأما الاسم الثاني فلا أعرفه وأنا رجل الإعلام الذي عاصرت أجيالاً ومروا بي أجيال.. اتصالياً شركات الضغط التي تتعاقد معها الأطراف المشبوهة التي تسخر هذه الأطراف لأجندات قد لا نعرفها تسلط الضوء على المستهدفين من خلال حزم من الرسائل على السوشل ميديا وتركز كما قلت على المستهدفين وبمجرد تفاعل المستهدف حتى بالتقد أو السب فقد تحقق مرادهم، هم ليسوا مع أحد إنهم ضد أطراف نامية يحرجهم نجاحها لذلك السلاح الفعال واللقاح الأنسب ليس أن نكتب عنهم وبالتالي نعطي الفاشل شهادة نجاح بل أن لا تشاهدهم لأن نسب المشاهدة تعطى لهم أمد حياة أطول والتفاعل يصنع لهم مجدًا وهم لا وزن ولا قيمة لهم ولا رهانات لهم، هم يحسنون سباً لقنوهم إياه.
فهؤلاء لا ينتمون لتونس بل أعداء تنميتها والغنوشي عندما خرج من تونس بقي فترة في المملكة بكرم أهلها ولكن لأن به لؤم تنكر وعض اليد التي مدت إليه، وهنا حري بي التنصيص على نقطة أعلم علم اليقين أنك تقصد بها هؤلاء ولا تقصد به تونس وشعبها، فالمملكة لم تجد على هؤلاء بل على تونس وشعبها إنه فضل الشقيق على شقيقه، فالسعودية سماء قلبها يتسع لكل العالم وكرمها من ثقافة أهلها ومن حكمة قيادتها الرشيدة التي ترى تونس وغيرها شقيقة إلى القلب قريبة، فالمملكة الني كانت ولا تزال سند البشرية لم تمن يومًا على العالم بالرغم من أن الكثيرين يستهدفونها، ولا أحب أن أذكر الأرقام والتفاصيل.
أخي أقدر شعورك عند مشاهدتك لنفايات تدعي أنها إعلامية وفي الحقيقة هي مأجورة وأبواق رخيصة لا تستحق أن تذكر حتى لا نصنع لها تاريخا وهي خارج التاريخ، أعلم هذا وأعيه وتعلم جيدًا أن الشعب التونسي الذي تعرفه والذي يشاركك الهاجس والرهانات وأنه المستهدف بهذه الحملات الوسخة، تعلم جيدًا أنه شعب عزيز كرامته فوق رأسه عالية يقبل هبة العزيز وتجرحه كلمات قد تكون غير مقصودة.