الرياض - «الجزيرة»:
نبه معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق المستشار في الديوان الملكي، عضو هيئة كبار العلماء من تصرفات بعض الرقاة بتوظيف القرآن الكريم لأمورهم الدنيوية، ومنها تخصيص قراءة سورة البقرة يومياً لجلب الوظيفة والرزق والزواج وغيرها.
وأكد الدكتور عبدالله المطلق أن هذه بدعة أنشأها الرقاة وقارنوها، وصار البعض منهم يزيد، حيث يقول: إذا أردتِ تتزوجين أو تتوظفين اقرئيها 40 يوماً، وبعضهم يقول لا شهرين ثم ما زالوا يقولون أشياء، وإذا قلت لهم من أين هذا؟ قالوا عرفناه بالتجربة!
وهذا ليس في أعداد الدين، بأن تأتي وتكلف الناس وتضع إعلاناً وتخرجه للناس في قنوات أو ما شابهه، اقرأ كذا، مشيراً إلى أن خيرة الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هل كان أحداً منهم يقرأ سورة البقرة يومياً أبداً، بل كانوا يختمون القرآن ويقرؤون البقرة، وسورة البقرة الآن أكثر من نصفها قصص بني إسرائيل، وأكثر من نصفها قصص موسى وقومه، ثم الأنبياء من بعد موسى.
ورد الدكتور عبدالله المطلق على قولهم إن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول إنها مباركة طيبة، وفي القرآن الله قال إنها مباركة: قال: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ، وقال: وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ يعني هم ذهبوا للحديث وتركوا القرآن، والصحابة كانوا يختمون القرآن الكريم فمنهم من يختم في ثلاثة، ومنهم من يختم في أسبوع، ومنهم من يختم في عشرة، ومنهم في شهر، ومنهم في 40 يوماً، موضحاً أن هؤلاء الذين يقرؤون البقرة يومياً وهي جزأين ونصف لو قرأوا يومياً جزأين ونص كم يختمون فيه؟ في 12 يوماً، وإذا قرأوا يومياً جزأين ختموا في نصف شهر، وإذا قرأوا يومياً جزءًا، ختموا في شهر، يختمون القرآن كله، لكن هؤلاء أخذوا بهذا وتركوا فعل الصحابة، وفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهم بذلك وظفوا القرآن لأمور دنياهم، يقولون اقرأ تزوج، اقرأ تتوظف، اقرأ كذا يقرؤون ويلهون الدنيا.