د.عبدالعزيز الجار الله
صورة مؤلمة ومفزعة لمشاهد القتلى في الهند بسبب انتشار كورونا كوفيد 19 الذي أعلن عنه في ديسمبر 2019 وما زال يحافظ على قوة وسرعة انتشاره رغم التطعيمات الكثيفة، وشاهد العالم كيف كان الموت يفتك بالبشر بالهند الدولة المتقدمة في صناعة لقاحات كورونا، صور مؤلمة لحالة الناس في العاصمة الهندية وليس في الأرياف النائية وهي تموت في الشوارع ملقاة على الطرقات ولا أحد يلتفت لها، وعائلات تحرق جثث ذويها في الأحياء والحارات، وكأن المشهد مستل من مناظر الحرب العالمية الثانية أو أوبئة الطاعون والجدري والكوليرا التي أصابت العالم في نهاية الأربعينات من القرن العشرين.
سكان الهند يتجاوز 1.3 مليار وثلاث مئة مليون نسمة، وسكانه يتوزعون على بقاع الأرض فهي من الجاليات التي تنتشر في معظم دول العالم، وهذا مخيف ليس للهند فقط بل لجميع الدول وبخاصة دول الخليج العربية التي تحتضن أعداد كبيرة من الجالية الهندية، ففي يوم واحد الاثنين الماضي سجلت في هذا اليوم أكثر من 350 ألف إصابة و2800 وفاة في يوم واحد، الأمر ليس فقط إجراءات دول احترازية بل مساعدة عاجلة للقطاع الطبي هناك حيث تعرض لانهيار كامل تعطلت معه القطاعات الطبية وخرجت المستشفيات ومحارق الجثث عن العمل، إذاً لابد أن تصلها الإمدادات عاجلاً أجهزة تنفس وأجهزة توليد الأكسجين ولقاحات لوقف الموت الجماعي والحد من انتشاره، وإلا سيشهد العالم كارثة لا حدود لها.
الهند تتعرض لكارثة إنسانية بسبب عدة عوامل منها التباطؤ وعدم اتخاذ الإجراءات السريعة من حجر صحي وتباعد ووقف بعض الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والاعتماد كثير على مناعة القطيع عبر الإصابة دون التوسع في التطعيم في الهند، فهي اليوم تشهد انهياراً لمنظومة القطاع الطبي وتحتاج إلى وقت طويل حتى تخرج من هذه الأزمة التي لم تمر على البلاد الهندية مثلها، صدمة مؤلمة للشعب الهندي وللعالم.
نحن في المملكة ودول الخليج العربي علينا أخذ الحذر والاحتياطات الضرورية لأن المنطقة الخليجية يوجد بها العديد من الجاليات الهندية والآسيوية التي بدأت تضرب بلدانها موجات جديدة من كورونا، وقرب موعد فتح المطارات وحركة الطيران في أواخر شهر مايو الذي لم يتبق عليه إلا أيام، كما أن موسم الحج على الأبواب ومواسم اقتصادية وأنشطة صيفية قادمة مما يزيد من التحركات في ظل تحور وانتشار سلالة جديدة لكورونا.