ميسون أبو بكر
أحمد الشقيري يقرع الجرس دائمًا في برامجه الهادفة وذات المحتوى، يأتي كالرقم الصعب في الشهر التي تتسابق فيه البرامج والمسلسلات وعلى كثرتها يسقط كثير منها في السباق المحموم ليبقى الجيد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
في برنامج سين الاثنين الماضي يتناول الشقيري بأسلوبه الفريد موضوع مهم وبالأرقام والأمثلة، صقل المواهب وتنميتها لدى الشباب ونسب تعاطي الشباب للمسكرات والمخدرات التي تقل كلما انشغل أولئك بممارسة مواهبهم مهما اختلفت وتنوعت.
علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل أي كانت هذه العبارة سواء حديث أو أثر أو كما أشار له بعض العلماء أنها مقولة نقلت عن عمر رضي الله عنه؛ ففيها دلالة على أهمية تعليم الأبناء المهارات التي وردت فيها وهي السباحة والرماية وركوب الخيل،
والعرب في السابق حرصت على جعل أبنائها يجيدون مهارات مختلفة بالإضافة لمهارة فصاحة اللغة، حيث كان بعضهم يرسلون بأبنائهم للبادية التي يتعلمون من أهلها الشعر ومهارات الصحراء ورفقة كائناتها.
صقل المواهب وتشجيع الشباب لممارستها تصقل شخصياتهم وثقافتهم وتدعم دراستهم وتوجههم الوظيفي أيضاً لاختيار التخصص المناسب لهم والذي يناسب مهاراتهم، وإن الاهتمام بحصة النشاط المدرسي كحصة أساسية أمر مهم لعل وزارة التعليم توليه اهتماماً كبيراً في خطتها القادمة حين العودة إلى الحياة المدرسية في عقر دارها وفي ظل برامج الرؤية المتعددة وما أتاحت من نشاطات جسدية وفكرية رائعة في ظل التعريف السياحي بمناطق المملكة المختلفة ورحلات الهايكنج والمناطيد ورياضات الصحراء والصيد وسباق الدراجات وعشرات الأنشطة سيكون الدافع الكبير لهؤلاء الشباب لمواكبة التطور والاندماج بتلك النشاطات كذلك تخصيص معاهد أو أندية يلتحق بها الشباب وقت الإجازات السنوية وأوقات فراغهم لهو أمر في غاية الأهمية.
تحية للشقيري وفريق العمل المبدع الذي يشارك في الإعداد والمونتاج والإخراج ليقدم لنا وجبة روحية بصرية رائعة قد تسهم هي الأخرى في توجيه شبابنا وفتح الباب أمامهم لاختيار التوجه السليم، وأنا كنموذج ماثل أمامكم فأنا إحدى تلك الطالبات التي تنبهت أسرتي ومعلمتي شيخة الشطي لمهاراتي في الإذاعة المدرسية والكتابة وقدمتني مدرستي لأقوم بلقاء مع وزير التربية والتعليم بالكويت معالي جاسم المرزوق وأنا ابنة السابعة ليطلق علي الوزير آنذاك «أصغر صحفية بالكويت».
واليوم قد اخترت عملي في الكتابة والتقديم التلفزيوني بما يشبه موهبتي وما زلت أدين بالكثير لطفولتي ولأولئك الذين ساعدوني في صقلها.
المدرسة هي أهم المحطات في حياة الطفل ودائماً ما نأمل الكثير منها.