سهوب بغدادي
منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- والعطاء مستمر تجاه العديد من الدول في الإقليم التي تجمعها مع المملكة العربية السعودية أواصر الدين والأخوة أو الجوار، بشتى أنواع الدعم، المالي والتنموي والسياسي. واستكمالاً لهذه المسيرة المشرفة فقد صدر الأمر السامي الكريم من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتأسيس البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، لبناء الإنسان وإعمار المكان في اليمن الشقيق، سعياً لأن يتعافى ضمن بيئة آمنة مزدهرة ومستقرة. فيما يعمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يداً بيد في دعم جوانب أخرى وتقديم الدعم للعديد من الدول، وعلى رأسها اليمن كما هو موضح من خلال الموقع الرسمي للمركز على الإنترنت الذي يعتمد على سياسة البيانات المفتوحة لزائريه.
حقاً أفتخر بما وصل إليه وطني من الإنسانية والأعمال الإغاثية المفصلية في حياة الأفراد والمجتمعات المتأثرة بالنكبات والحوادث والجائحة العالمية الصحية الحالية بتفشي فيروس كورونا المستجد، حيث تجلى دور المملكة في توفير المستلزمات الوقائية الطبية وغيرها في حين قامت المملكة الأسبوع الماضي بإسعاف الهند بـ80 مليون طن من الأكسجين السائل بالتزامن مع الانتكاسة الأخيرة في منحيات الإصابات في البلاد -أعانهم الله-.
إن الجائحة جعلت من بعض الأمور أولوية لدى الجميع -كشفها الله عنا جميعاً- وانطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الريادي في جميع الأصعدة والنطاقات خاصة العمل الإنساني، أقترح أن يدشن «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار آسيا» على غرار البرنامج الأول الخاص بإعمار اليمن، والذي يعنى بالصحة والتعليم والمياه والكهرباء والزراعة والثروة السمكية والطرق والموانئ والمطارات وأعمال البناء، فلا يخفى عليكم أن الدول الآسيوية بغض النظر عن موقعها على الخارطة جغرافياً قد تأثرت بشكل دراماتيكي في خضم الجائحة في جميع النطاقات وعلى الأخص الاقتصاد المرتبط بشكل طردي بالسياسة ومجالات أخرى.
إن مثل هذه البرامج النوعية تقنن الجهود مع ازدهار الإعلام الإغاثي في المملكة الذي أصبح أكثر احترافية، وعمل على إبراز الجهود الراهنة والمبذولة بشكل غير منقطع، ومن الجميل أن يعنى برنامج إعمار آسيا بالتعليم، خاصة التعليم الديني الإسلامي، في الوقت الذي نشهد فيه التشدد والتزمت في الدين بغير حق بسبب الجهل بالشيء، حيث إن الوضع الاجتماعي والتعليمي والجريمة -التطرف- معايير مرتبطة ببعضها البعض بحسب ما تشير إليه غالبية الدراسات المحكمة؛ إذ نرى جهوداً طيبة ومباركة من سفراء خادم الحرمين الشريفين في الدول الآسيوية، وأستذكر منهم سعادة السفير عصام عابد الثقفي سفير المملكة في إندونيسيا الذي ينتهز كل مناسبة أو حدث بارز لتوظيف الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة للدين الإسلامي والمملكة العربية السعودية، على سبيل المثال عمله على إيصال صوت المسن الإندونيسي وأسرته لأداء مناسك الحج، وتوزيع المصاحف وعمله الدؤوب من أرض الحدث خلال جائحة كورونا، حقاً، أكبر دور سفراء الوطن كافة -حفظهم الله- فما يقومون به في هذه الفترة الاستثنائية أمر غير هين.
إنه لمن الجميل أن يكون هناك دعم وتنمية وتوعية بالجوانب المهمة لحماية المجتمعات المسلمة والمجاورة من خطر التطرف في الوقت الذي نشهد فيه تذبذب المواقف السياسية، وتلون التوجهات يوماً بعد يوم، فالتوعوية والعلم أساس الأمن، وإحدى أبرز الركائز للتنمية المستدامة والازدهار للمجتمعات.
«في ازدياد العلم إرغام العدى
وجمال العلم إصلاح العمل»
أمية ابن الوردي