عبدالله العمري
لم تسجل أندية الهلال والنصر والأهلي المشاركة في دوري أبطال آسيا بنسخته الحالية الذي يقام بنظام التجمع أي حضور فني لافت رغم تبقي جولتين فقط وينقضي دوري المجموعات.
نعم لازالت فرص التأهل للأدوار التالية متاحة وبشكل قوي جداً لممثلينا الثلاثة في النسخة الحالية، الا أنه ووفق ما قدموه من مستويات فنية باهتة ومتفاوتة في مباريات المجموعات يؤكد أن أنديتنا لن تذهب بعيداً في هذه البطولة بسبب قوة المنافسين في الادوار الاقصائية.
من الطبيعي أن تخسر بكرة القدم لكن من غير الطبيعي هو ان تخسر بنتائج كبيرة ومن فرق أقل منك مستوى فنياً وامكانيات مادية، فالهلال خسر من فريق استقلول الطاجكستاني بالاربعة، والاهلي خسر من فريق الاستقلال الإيراني بالخمسة، حتى النصر تلقى خسارة غير متوقعة من فريق الوحدات الاردني متذيل المجموعة.
وقبل النتائج المتواضعة التي حققتها الفرق السعودية في نسخة دوري ابطال آسيا الحالية، كان فريق الوحدة ايضا ممثلنا الرابع قد فشل في تحقيق التأهل لدوري المجموعات بعد خسارته بالملحق من أمام فريق الشرطة العراقي، وهذا يؤكد أن الخلل ليس بناد معين بل هناك مشكلة فنية مشتركة جعلت جميع الأندية السعودية المشاركة بدوري أبطال آسيا تظهر بهذا الشكل الفني غير المرضي للشارع الرياضي السعودي.
وبكل تأكيد إن السبب الرئيسي لما يحدث للأندية السعودية مجتمعة هو اختلاف عدد اللاعبين الاجانب الذين يمثلون الأندية السعودية في المنافسات المحلية عنها في المنافسات القارية، فتقليص العدد من سبعة لاعبين اجانب الى أربعة أثر كثيراً على مستويات الاندية وخلق فجوة كبيرة جداً من الصعوبة معالجتها خلال وقت قصير، فاللاعب السعودي الذي يعود للمشاركة بصفة أساسية مع ناديه بعد انقطاع طويل وببطولة قارية لن يكون حضوره الفني بالشكل المطلوب بسبب الانقطاع عن أجواء المباريات الرسمية بصفة دائمة.
لذا أصبح لزاماً على الاتحاد السعودي لكرة القدم ضرورة إعادة تقييم تجربة مشاركة السبعة اللاعبين الأجانب بالدوري السعودي ودراستها بشكل كامل عبر مختصين أصحاب خبرة فنية عالية قادرين على تقييم التجربة بالشكل الامثل والمطلوب بعيداً عن أي اجتهادات.
وأعتقد أن تجربة مشاركة سبعة لاعبين أجانب في دورينا يجب أن تتوقف بسبب أن ضررها سيكون كبيراً جداً على الكرة السعودية في المستقبل القريب، فهناك الكثير من اللاعبين الصغار السعوديين لم يحظوا بفرصة المشاركة مع أنديتهم لصعوبة ذلك بسبب عدد اللاعبين الأجانب الحاليين في الأندية السعودية، كما ان مركز الحراسة في الكرة السعودية مستقبله غامض جداً بسبب وجود العنصر الاجنبي في هذا المركز مما حرم الكثير من الحراس فرصة المشاركة، وهذا سيعود بالسلب على منتخباتنا الوطنية.
ولعل من أهم الخيارات التي يجب على الاتحاد السعودي لكرة القدم تنفيذها وبأسرع وقت هي ضرورة عودة الدوري الأولمبي من جديد للمنافسات المحلية او إقرار الدوري الرديف لكي نضمن أن اللاعبين الصاعدين من الفئات السنية يستمرون بالمشاركة في دوري منظم وقوي وأن لا تنتهي طموحاتهم بمجرد الوصول للفريق الأول والاصطدام بعقبة اللاعبين الأجانب وكثرة عددهم في الدوري السعودي.