حميد بن عوض العنزي
على امتداد السنوات الخمس الماضية من عمر رؤية المملكة 2030 لم تهدأ عجلة الإصلاح والتغيير وغرس بذور التنمية في كل حقول الوطن، هذه الرؤية كانت بمنزلة المحرك لكل مكائن التنمية والإصلاح. شكك البعض بأنها مجرد أحلام وزوبعة إعلامية.. فالمنطقة العربية بأسرها لم تكن تنبئ بحدوث شيء غير اعتيادي كثورة تنموية متفردة في أهدافها وأساليب عملها وأدواتها.
الأمير الشاب محمد بن سلمان كان يقف بجوار والده الملك سلمان وفي يده ملف «الرؤية» بعد أن أعطى الملك إشارة انطلاقتها، حينها واصل الأمير محمد الليل بالنهار في عملية تحدٍ عميقة وشغف كبير مع النفس والأرض والناس، تحدٍ مع العزيمة والإصرار ومكابدة كل المصاعب في طريق لم يكن سهلاً أبدًا، كان شائكًا على كل المستويات على المستوى الدولي. كانت الاضطرابات تعم معظم أجزاء العالم، وعلى المستوى الإقليمي كان السرطان الإيراني يتمدد، وعلى المستوى الداخلي كان ملف الفساد مؤرقًا في تضخمه.
أمام كل هذه التقاطعات والتشابكات تسلح الأمير محمد بالهمة السعودية كما همة المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وبدأ خطوة الرؤية التي تابعها العالم كله من أقصاه إلى أقصاه، بمسارات عمل دقيقة، وبفرق عمل جادة ومستوعبة تمامًا لكل الطموح الذي كان يتسلح به ولي العهد. الجميع حكومة وشعبًا آمنوا بالرؤية وبرسائل كثيرة، جاءت على لسان الأمير ليعمل الجميع على التغيير العميق في هيكلة الوطن اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، وعلى امتداد تفرعات هذه المجالات كانت الرؤية تصل إلى المستهدفات بكل دقة.
اليوم، وبعد خمس سنوات، ومع المتغيرات التي عاشها العالم بدءًا من اضطرابات أسعار النفط، والتهديدات التي طالت الممرات المائية الدولية، وصولاً إلى جائحة كورونا التي فتحت ملفات الاكتفاء الذاتي لبعض المنتجات الطبية، كل هذه الأحداث التي تعامل معها بلدنا وفق رؤية 2030 أثبتت أننا في أمسّ الحاجة للرؤية، وهو ما زاد من عزيمة الجميع على الاندماج والانخراط بشكل أكبر في كل متطلبات الرؤية وأبعادها سعيًا إلى اكتمال مستهدفاتها التي تمثل حلم كل سعودي وسعودية.